قبل (100) يوم بالتمام والكمال فاز الهلال على الاتحاد بخماسية (قاسية)، أعادت الاتحاد سنين طويلة للوراء، تفنن لاعبو الهلال يومها في تسجيلها في شباك مبروك زايد، الذي لم يكن في يومه، حين تسبب في الهدف الأول، وبالتالي وقف لاعبو العميد يتفرجون على شباكهم تهتز (5) مرات، قبل أن يهدر سلطان النمري انفرادًا تامًا بمرمى الدعيع، ليقتص الهلال من (رباعية) كانت قد تقبلتها شباك الدعيع في الموسم الذي سبق موسمنا هذا، وأضاع لاعبو الاتحاد يومها أضعاف هذه الرباعية بشهادة الهلاليين أنفسهم. واليوم يقف الاتحاديون مدعومين بالأرض والجمهور، يلتقون الهلال والهاجس الأكبر الفوز، والحصول على الوصافة، قبل (رد الدّين)، وبالتأكيد لاعبو الاتحاد معنيون بهذا الأمر، ولو كان ذلك هدفًا لهم، ولمدربهم لتحقق الفوز، ومن أقصر الطرق، فالفريق الهلالي يلعب كرة مفتوحة، واللعب معه لن يكون معضلة، إذا ما عرف لاعبو الاتحاد متى يهاجمون؟ ومتى يدافعون وبتوازن يكفل نظافة المرمى! وعندما نعود بالذاكرة قليلاً للوراء نجد أن الشباب خسر بهدفين، ثم عاد وكاد أن يفوز لو لم يهدر لاعبوه جملة من الفرص أمام مرمى الدعيع، لأن الدفاع أمام هجوم الهلال لن يوقف تقدمه. وبالتأكيد هيكتور أكبر المعنيين بهذا الأمر، ويفترض أن يلعب بارتياح، ويبقى هذا الأمر للاعبين، إلى جانب تهيئة إدارية تكفي مؤنة هذه المباراة، التي يراها الهلاليون أنها صعبة عليهم، ويسعون للمرور منها دون خسائر كبيرة، توجع كاهلهم في البطولة الآسيوية، أو استحقاق كأس الأبطال، بما يعني أن أمام مدرب الاتحاد فرضيات ومسلّمات لا بد أن ينطلق منها للتعاطي بعقلانية مع هذا اللقاء (السهل الممتنع). ولن يغفل جريتس تحركات «نور» وقد يصنع له رقابة صارمة، وهو أمر من الطبيعي أن يكون في أجندة مدرب الاتحاد، وبالتأكيد قد عمل على تعويد لاعبيه على (حلول) للاستفادة من هذه الطريقة، ولا بد للاعبي الاتحاد خبرات ومواقف مشابهة تجعلهم يساهمون في جعل الأمر طريقًا للمرمى الأزرق. أمسية اليوم ربما انتظرها الكثير من الاتحاديين بفارغ الصبر، لأن الاتحاد مهما قست عليه الظروف، يظل منافسًا صعب المراس، وبالتأكيد العميد لن يهرول اليوم عبثًا. واليوم قد تودّع قادسية الهزاع، وقد يغادر رائد المطوع ليرافق أي منهما نجران الذي بات أسبوعًا حزينًا، وهو يشتم رائحة دوري الأولى، ما لم تتداخل الظروف وتبقيه موسمًا آخر، حال زيادة عدد الأندية، وهو (نغم) قديم ظل حلمًا تائهًا راود كل (الراحلين).