اختتم الملتقى العربي لقصيدة النثر فعالياته بالقاهرة مساء أول أمس بأمسية شعرية لقصيدة النثر السعودية شارك فيها عشر شاعرات سعوديات نقلن خلالها تجاربهن لتأكيد صحة اختيار اللجنة التحضيرية للملتقى المملكة كضيف شرف الدورة الأولى التى أقيمت باتحاد كتّاب مصر. وشارك في الأمسية التى وضعتها اللجنة التحضيرية كحفل ختام للملتقى، الشاعرات: فوزية أبو خالد وبديعة كشغري ومها السراج وكوثر موسى وريم فهد وميادة زعزوع. والقت فوزية أبو خالد قصائد متنوعة من تجربتها الشعرية الطويلة، وداعبت كوثر موسى الشاعر اللبنانى وديع سعادة بأن القت قصيدة ذكرت فيها اسمه في ختام الفترة المخصصة لها، وقدمت الشاعرة ريم فهد شكلاً جديدًا في الالقاء بمصاحبة عزف موسيقي على الناي ليعطي إحساس أعمق بكلمات قصائدها وتفاعل معها الجمهور بشكل كبير، وأبدت الشاعرة كوثر موسى سعادتها بردة الفعل التى وجدتها من جمهور النقاد. وأقام الملتقى جلسة نقدية خاصة بقصيدة النثر السعودية التى حلت كضيف شرف الملتقى بعنوان “قصيدة النثر السعودية.. التاريخ والمشهد”، وقالت الشاعرة الدكتورة فوزية أبو خالد: المتابع لحركة الأدب في المملكة يلاحظ أنه ذو خصوصية ينبع من التجارب الذاتية للأدباء والتفاعل مع قضايا الوطن ومسيرته فالتجارب لا تُستورد جاهزة كالبضائع، بل لا بد أن يعيشها الأديب ويتأثر بها، ثم ينتج أدباً يحمل هذه التجربة. ووصف الناقد المصري الدكتور حاتم عبدالهادي (أستاذ النقد الادبي) ازدهار الأدب السعودي في الفترة الأخيرة بالانفراجة لخروجه عن الكثير من الموروثات القديمة التي كانت تقيّد حركة الإبداع في العصور السابقة، وقال إن مناخ جديد من الحرية يعيشه الشعر السعودي في الوقت الحالي، وإن المرأة السعودية باتت مكفولة بالتأليف والكتابة والنقد، كما أن المهرجانات التي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين خير دليل على ذلك. تقديمه للامسية «وضعنا بعض المثقفين العرب لغايات لا نعرفها في مرحلة سابقة في موضع لا يليق بتاريخ النص الشعري العربي والثقافة العربية لأن الشاعر السعودي ما هو الا امتداد للشعر العربي وإن تباعدت المسافات والأزمنة فالحديث عن التجربة السعودية تختصر في تاريخ الدولة السعودية الحديثة، وتوصم بثقافة النفط وكان كل مثقف سعودي يمتلك بئرًا نفطيًّا ولا يملك كتابًا، وعلى أن الحقيقة تؤكد أن كل مثقف منهم يمتلك مكتبة تحتوي على كتب فكرية وروايات ودواوين شعرية عالمية، بينما قال الشاعر أحمد قران الزهراني: ظُلمنا كثيرًا من تلك النظرة التى كانت تضعنا على الهامش، ولكن هذه المرحلة انتهت وأصبحت الثقافة السعودية في المتن وقلب المركز فضلا عن كون التجربة السعودية ليست بعيدة عن الغني الثقافي الذي عاشته مصر وبلاد الشام والعراق في فترات سابقة لعب فيها الإرث الحضاري دورًا مهمًّا، وكانت هذه التجربة تتقاطع مع التجارب الأخرى حتى أصبحت أكثر نضوجًا.