* إن الآمال والطموحات لا تحقق المنجزات إلا بالتوكل على الله - جل جلاله- ثم بعزائم أبناء هذا الوطن، وبذلك تتحول الأحلام إلى واقع مؤثر في مسيرة الشعوب. بهذه الكلمات الواثقة والأبعاد العميقة والنظرة المستقبلية الثاقبة والعزيمة الراسخة افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى. * ولأن الآمال كبيرة والطموحات لا حدود لها في عقل وفكر القائد المفدى ولأنه يتطلع بثقة لأن يكون هذا الوطن بشعبه وقدرات أبنائه في أعلى مراتب التقدم والتطور والمعاصرة، وتحقيق المزيد والمزيد من الإنجازات فقد قال يرعاه الله بأن ما تحقق من إنجازات لا يلبي طموحاتنا جميعاً والتي نسعى إليها لتكون بلادنا في مصاف الدول المتقدمة. * إنها دعوة مخلصة لكل مواطن محب لوطنه لشحذ الهمم والانطلاق نحو آفاق المستقبل بكل الإيمان والعزيمة لتحقيق الآمال والتطلعات لكل ما فيه خير هذا الوطن وشعبه.. وقد وفرت الدولة كل الإمكانات والأدوات التي تتحقق بها كل الطموحات الكبيرة في شتى مجالات التنمية والإنماء. * ويؤكد أدامه الله بأن دولة قامت على إعلاء كلمة التوحيد التي رفع لواءها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه قادرة بإذن الله على تحقيق ما تسعى إليه بصبر لا ملل معه، وعمل عماده العزيمة التي لا مكان للوهن لها. بهذا الشحذ للعزائم والهمم والتوجيه الواثق سوف تواصل بلادنا بمشيئة الله ثم بقيادة ملك الإنجازات مسيرتها الحضارية والإنسانية نحو آفاق المستقبل بكل ما فيها من إشراقة ومعاصرة.. فالإمكانات متوفرة والدعم كامل ولا يتبقى أمام أبناء الوطن الشرفاء والمخلصين سوى السير في المسار الذي رسمه بكل ثقة قائد هذه الأمة.. وهذا ما سوف يكون بمشيئة الله. * كما تطرق يرعاه الله إلى الحوار والتسامح الذي تبناه وأطلقه في أرجاء الدنيا فأكد مواصلة السعي في تبني مشروع خطاب إسلامي يقوم على الحوار والتسامح وتقريب وجهات النظر، وإزالة سوء الفهم، ونبذ مظاهر الخلاف والعداء والكراهية بين اتباع الأديان والثقافات المختلفة عن طريق برنامج الحوار بين اتباع المذاهب والاديان الذي اكتسب بعداً دولياً وأكد يحفظه الله العزم على الاستمرار في هذه الجهود. * لقد بدأ العالم بدوله وشعوبه وبثقافات أبنائه يتفهمون أبعاد وأهمية هذا التوجه الإنساني والحضاري لكل ما فيه خير البشرية ومستقبلها والذي ينطلق من المفاهيم الصحيحة للشريعة الإسلامية وأخذ بالتجاوب معه لأنه الأسلوب الأمثل.. وسوف يؤتي المزيد من النتائج والثمار الطيبة ويزول الاعتقاد الخاطئ بأن الشريعة الإسلامية ديانة منغلقة على نفسها وأنها محدودة الآفاق وعاجزة عن مواكبة العصر وغير ذلك من الاعتقادات غير الصحيحة والتي سوف تتبدد بالحوار الإيجابي. * ها نحن نقدم للعالم الأنموذج الحقيقي ونؤكد بأننا دولة انفتاح وتقدم وتطور ومعاصرة، وأن ديننا الإسلامي هو دين الحوار والوسطية والتعايش كما أكد ذلك قائدنا.. وليس كما يروجه الجهلة والمغرضون. * لقد تضمنت كلمة خادم الحرمين الشريفين العديد من البنود والإيضاحات الهامة والتي لا يتم حصرها بمثل هذه المساحة. والتي تعتبر منهج وطن ومسيرة أمة وشملت أموراً داخلية وخارجية وهي نبراس لكل من يعي ويتفكر.. وبالله التوفيق.