الأمير تركي بن محمد العبدالله الفيصل عضو شرف النادي الأهلي حاليًّا ورث عشق وحب الأهلي أبًا عن جد، حيث وُلد وترعرع في بيت يرعى ويدعم الرياضة. فجدّه لوالده رائد الرياضة الأول بالمملكة (عبدالله الفيصل). فبدأ لاعبًا في شباب الأهلي، وأُعجب به المدرب العالمي سانتانا، وأشاد بمهاراته -آنذاك- لم يبتعد عن عشقه الأهلي رغم مشاغله الكثيرة، يملك الكثير من الآراء السديدة، وبُعد النظر لمستقبل الرياضة السعودية والأهلي، ولنغوص في أعماقه الرياضية من خلال هذا الحوار: * سمو الأمير كيف تشخّص حال الأهلي هذا الموسم؟ - الواقع أن البداية كانت تدعو للتفاؤل. فجميع أعضاء الشرف والجماهير وكلنا متفائلون بحصاد موسم متميز عطفًا على الجهود والدعم من الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة أعضاء الشرف الذي واصل الليل بالنهار وعمله الدؤوب.. ولم يبخل على النادي في كافة الألعاب وأعطى وأغدق بكل سخاء.. لكن.. لم يحدث مع اللاعبين انسجام وتأقلم مع خطط المدرب الفارو، وبعد رحيله ومع مدرب درجة الشباب ظهرت اللمحات الفنية للفريق، وبعد ذلك تم التعاقد مع فارياس الذي يُعتبر أفضل مدرب في آسيا. * وهل أنت مع إلغاء عقد المهاجم توليدو؟ - توليدو مهاجم يبحث عن الكرات الجاهزة داخل الصندوق. وسمعت من الأمير فهد بن خالد في البداية إعجابه الشديد بالمهاجم توليدو، لكن يعيبه انتظار الكرة.. والجميع يعرف أن هذا الأمر فيه إهدار لجهد المجموعة، لكن جاء التعويض بالمهاجم السفّاح فيكتور، وهو بلا شك الأفضل حيث يتحرك كثيرًا ويشاغب ويفلت من المراقبة كذلك يعطي الفرصة لزملائه للتحرّك بكثرة تحركاته وسرعته داخل الملعب، ويبحث عن الكورة ولا ينتظر أن تأتي إليه وشتان ما بين الثرى والثريا. * وما رأيك في مالك معاذ حاليًّا؟ - مالك بعد عودته وشفائه من الإصابة عمل كل شيء، وعمل المستحيل إلاّ تسجيل الأهداف، ولكنه لم يوفق، ولا تنسَ أن مالك هيّأ فرصة تسجيل الاهلي الأولى في مرمى الشباب، ويستطيع مالك أن يهيئ زملائه للتسجيل لأنه عندما يلعب يضعه المدربون واللاعبون بالفرق الاخرى تحت المجهر، وتتم متابعته ومراقبته بعدم اتاحة الفرصة لمالك للتهديف بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، وهو لاعب متميز بمهارته الفردية. * وحراسة الأهلي هل هي مطمئنة بوجود المعيوف؟ - المعيوف موهبة جيدة، لكن خط دفاع الأهلي جميعه بحاجة للتغيير والترميم.. وليد عبدربه مدافع صلب وجيد لكن اليد الواحدة لا تصفق، وغزال تم التعاقد معه على اعتبار أنه اساسي في منتخب تونس، ولاعب محترف في الدوري الاوروبي، لكن فوجئنا أنه بطيء الحركة في تخليص الكرة، وغزال جزء من حلقة الدفاع التي بحاجة إلى تغيير، أمّا محمد مسعد أريده أن يذكرنا بشقيقه خالد مسعد الذي نال عبر النادي الأهلي عددًا من الجوائز والالقاب حينما كان يلعب مع الاهلي أو المنتخب لذلك أطالب بإعادة النظر في موقعه الجغرافي في خارطة الفريق، فمكانه ليس في خط الدفاع، واذا استمر في موقعه الحالي محمد مسعد فسيصبح أفضل لاعب محور في الوطن العربي لو أُتيحت له الفرصة كصانع ألعاب وهداف، وبالنسبة للمعيوف مشكلته أنه قليل الخبرة، ويتحمل خطأ الدفاع، وتسبب في خسارة الأهلي لنهائي الكأس. * وكيف تثمن جهود الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز؟ - جهور جبارة -ما شاء الله- وخبرات السنوات الطويلة.. الأهلي وصل لنهائي كأس ولي العهد، وكان قاب قوسين أو أدنى من الذهب، لكن خلخلة الدفاع كذلك حرمتنا من بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد، والجميع شاهد الأهلي كيف كان. أمّا الجيزاوي فأتوقعه أن يكون أحد نجوم الوطن. * وهل هدف الهلال الأول في النهائي صحيح؟ - صحيح 100% ولا غبار عليه، وأُحمّل الدفاع السبب في ولوج الهدفين، فكيف يترك لاعبًا مثل ويلي هامسون يتمركز داخل الصندوق دون رقيب، أو مضايقة لمدة دقيقتين حتى وصلته كورة ياسر والمرمى خالٍ؟! أين خط الدفاع؟ لماذا كان في غفلة عن ويلي هامسون. * سمو الأمير كأس خادم الحرمين الشريفين على الأبواب مَن ترشح؟ - الهلال. * لماذا الهلال فقط؟ - لأنه فريق مكتمل الصفوف، وأجانبه متميزون. * لو نعود للخلف ونعرف كيف بدايتك مع الأهلي؟ - عشقي للأهلي بدأ عندما كان يأخذني معه والدي -أطال الله في عمره- كي أشاهد تدريبات الأهلي، وحضرت المباراة النهائية التي جمعت الأهلي بالاتحاد على نهائي كأس الملك خالد بالرياض، ويومها فاز الأهلي بنتيجة كبيرة 4/صفر. بالمناسبة سجّلتُ في الأهلي بدرجة الشباب إبان المدرب البرازيلي الداهية سانتانا الذي أُعجب بمهاراتي الكروية، وزاملت خالد منسي، ويحيى عامر، وطلال الصبحي، وبندر سرور، وإبراهيم مريكي -يرحمه الله-، وباسم وحسام أبوداود، وفيصل عتيق الله، وعادل رواس -رحمه الله-، وأمين دابو، وهؤلاء جميعًا لعبت إلى جوارهم. * ولماذا لم تواصل اللعب؟ - ظروفي الدراسية كانت الأهم، وإكمال دراستي العلمية ثم (ضحك سموه وقال): لم يكن في تلك الأيام موجود نظام الاحتراف، ومنذ أن وعيت في منزل جدي الأمير عبدالله الفيصل -يرحمه الله- عشقت حب الرياضة، حيث كان قصره مفتوحًا لكل الرياضيين، ولكل المواطنين، وعن طريق والدي الأمير محمد عشقت حب الأهلي، وسمح لي بالتدريب بالأهلي لكن التحصيل العلمي وقف ضد إشباع رغبتي وهوايتي، ووالدي لم يمانع وتعلمنا منه أشياء كثيرة وأنا فخور بوالدي، وورثنا منه الكثير من الخصال الحميدة ولله الحمد، وأنا أكبر أشقائي، ومسؤولياتي الجسام تمنعني من خدمة النادي الذي أعشقه، وإن كنت أتمنى خدمة الأهلي في أي موقع. * ولو عرض عليك حاليًّا رئاسة النادي هل ستوافق؟ - حاليًّا لا.. والسبب عدم وجود الوقت.. لديّ مسؤوليات ومشغول بأعمال كثيرة حاليًّا تمنع رئاستي للنادي، أو تسلّم أي منصب بالأهلي، لكن ممكن بعد وجود تعديل واستقلالية للأندية ويصير كيانًا تجاريًّا واستفادة منه أمّا حاليًّا حيث إنني أكبر أشقائي ومسؤوليتي العائلية تقف حجر عثرة بيني وبين خدمة الأهلي، ولكن في المستقبل قد يوفقني الله في خدمة النادي. * سمو الأمير أين اجتماعات أعضاء الشرف؟ لماذا تعقد هذا الموسم؟ - اجتماعات أعضاء الشرف تكون حسب الجدول، ويوجد المكتب التنفيذي الذي يواصل أعماله واجتماعاته، وأطالب جميع أعضاء الشرف بالوقوف مع الأمير خالد بن عبدالله رئيس هيئة أعضاء الشرف. وسمعنا وعودًا بالدعم كما أتمنى من لجنة الاستثمار إيجاد مداخيل استثمارية تجلب أموالاً للنادي، وإن كانت الإيرادات موجودة ومتنوعة لأن هذا العام هام في الاستمرار بالنهوض بالنادي، وأبو فيصل الأمير خالد لم يقصر أبدًا. * وما رأيك بالاكاديمية؟ - الأكاديمية ومركز الأمير عبدالله الفيصل أشاد بهما الكثيرون، والأمير خالد صاحب فكر راجح، وعقلية راقية، ولديه وفاء وعزم، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، والنتائج ونحن فخورون بعطاء الأمير خالد، ولو طلب مني أصف شعوري بالأكاديمية ومركز الأمير عبدالله الفيصل أحتاج إلى مجلدات، وسوف يكتب التاريخ بمداد من ذهب عن الأكاديمية. * والحكم الأجنبي هل وجوده ضرورة؟ - وجود الحكم الأجنبي ضروري من أجل إسكات الصحافة والجماهير، فهو لا يقل عن الحكم الوطني، لكن أنا مع أن الحكم الوطني لا بد أن يأخذ فرصته، ولكن ما يكتب عن الحكام الوطنيين بعد هزائم الاندية أن يضعوا اللوم على الحكم صار موضة يتوارثها رؤساء الاندية. * وحياتك العملية حاليًّا هل رسمها والدك لك؟ - أبدًا والدي -أطال الله في عمره- يترك لنا -نحن أبناءه- حرية الخيار، وإنما يوجه لنا النصيحة والتوجيه.. ويسأل دائمًا عن الجيران، ويقف معهم في السرّاء والضرّاء، ويسأل عن أحوالهم، وشهادتي فيه مجروحة، وتعلّمنا منه السعي لعمل الخير، ولست أتكلّم أكثر من ذلك حتى لا أضيع عليه الأجر والمثوبة.