أشارت دراسة أجراها منتدى بيو للدين والحياة العامة الأمريكي إلى أن عدد المسلمين حول العالم قد شهد ارتفاعاً ملحوظاً، حيث بلغ عددهم 1.57 مليار مسلم حول العالم، وهو ما يقرب من ربع عدد سكان العالم، جاء ذلك في صحيفة الاندبندنت البريطانية يوم الاثنين 22 فبراير الحالي. وأشارت الدراسة التي استغرق إعدادها ثلاث سنوات وجاءت بعنوان (خريطة المسلمين حول العالم) إلى حقائق مدهشة، حيث فندت المزاعم التي تقول بأن غالبية المسلمين هم من العرب، وقارنت بين عددهم في بعض الدول غير العربية، حيث جاءت المفارقة في أن عدد المسلمين في ألمانيا أكثر من عددهم في لبنان، وعددهم في الصين أكثر من عددهم في سوريا، وعددهم في روسيا يفوق عددهم في الأردن وليبيا معا. وتعرضت الدراسة إلى توزيع المسلمين حول العالم بكثير من التفصيل، مؤكدة أن مركز الثقل الإسلامي يوجد في الشرق الأوسط، من حيث التأثير الاقتصادي والسياسي. أما من ناحية العدد فإن العدد الأكبر من المسلمين يعيشون في آسيا التي يوجد هناك أكثر من 60% من عدد المسلمين في العالم. كذلك أبانت أن نحو 317 مليون مسلم -أي خمس عدد المسلمين في العالم- يعيشون في بلدان لا يشكل المسلمون أغلبية فيها، ومن أهم هذه الدول الهند (161 مليون مسلم) وإثيوبيا (28 مليون مسلم) والصين (22 مليون مسلم) وروسيا (16 مليون مسلم) وتنزانيا (13 مليون مسلم). وفي ما يتعلق بالدول الإسلامية أوضحت الدراسة أن في إندونيسيا أكبر عدد من المسلمين (203 ملايين مسلم أو 13% من عدد المسلمين في العالم، تليها باكستان ثم بنغلاديش و مصر ونيجيريا و إيران وتركيا والجزائر والمغرب. ومن خلال البيانات السابقة وما أوردته الدراسة يتضح أن 60% من المسلمين يتمركزون في قارة آسيا وحوالى 20% منهم في شمال إفريقيا والشرق الأوسط التي يشكِّل المسلمون 95% من عدد سكانها. وفي ما يتعلق بالمذاهب الإسلامية أوضحت الدراسة أن عدد السنيين يشكِّلون 87 - 90% من عدد المسلمين، بينما يشكل الشيعة 10 - 13% منهم. وتعيش غالبية الشيعة (68- 80%) في أربع بلدان فقط هي إيرانوباكستان والهند والعراق. ومن المفارقات التي خرج بها تقرير الدراسة أن الهند، التي ينتمي غالبية سكانها إلى الهندوسية، يزيد أعداد المسلمين بها عن أي دولة أخرى، فيما عدا إندونيسيا وباكستان. ويفوق عدد مسلميها ضعف مسلمي مصر. وفي تعليق له على نتائج الدراسة أبدى برايان جريم، كبير الباحثين لدى منتدى بيو بتصريحات لمحطة سي إن إن عبر فيها عن دهشته حول ما توصلت إليه الدراسة، وقال: بصورة عامة، جاء العدد أعلى مما توقعت، فالتقديرات السابقة لأعداد المسلمين عالميا تراوحت بين مليار و 1.8 مليار نسمة. وأشاد بيو بالفريق العامل داخل منتدى بيو، وقال: عكفنا قرابة ثلاثة أعوام على تحليل أفضل بيانات متوافرة من 232 دولة وإقليم، وسعى فريق العمل إلى رسم صورة شاملة بأقصى درجة ممكنة لمسلمي العالم. وعمد الباحثون إلى جمع البيانات المرتبطة بالإحصاءات السكانية الوطنية والتقارير المسحية، وتحليلها بناء على معلوماتهم عن النمو السكاني بكل دولة. ووصلوا إلى النتيجة التي تعتبر أكبر مشروع من نوعه حتى الآن. إنه يعج بتفاصيل يعدها الباحثون أنفسهم مثيرة للدهشة. وتطرق جريم إلى الصعوبات التي واجهت الباحثين الميدانيين عند الاستقصاء عن المذهب الذي ينتمي له الأفراد، وقال: هذا الأمر ينطوي على حساسية بالغة بين المسلمين. وفي حالات كثيرة كان البعض يقولون (أنا مسلم فحسب) ولا ينبع ذلك من جهلهم بالطائفة التي ينتمون إليها، وإنما لكونه سؤالا حساساً في الكثير من المناطق. ورغم ذلك توصلنا بجلاء ووضوح إلى أن السنة يشكلون 9 من بين كل 10 مسلمين في العالم، و1 من كل 10 ينتمي إلى الشيعة. ودحض تقرير بيو المزاعم التي تتردد بأن المسلمين في أوروبا هم عبارة عن مهاجرين ووافدين، وقال جريم: في الوقت الذي تعتقد فيه الغالبية أن المسلمين في أوروبا يتألفون من مهاجرين، فإن هذا الأمر ينطبق على غرب أوروبا فحسب، ففي باقي أرجاء أوروبا مثل روسيا وألبانيا وكوسوفا يعد المسلمون سكاناً أصليين، وعلى هذا فإن غالبية مسلمي أوروبا ينتمون إلى أبناء البلاد الأصليين، وهؤلاء تعود جذورهم الإسلامية إلى أزمان بعيدة.