يفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يوم الأحد المقبل أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى، ويلقي الخطاب الملكي السنوي يتناول فيه سياسة الدولة الداخلية والخارجية. وقال رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ إن تشريف خادم الحرمين لمجلس الشورى مصدر اعتزاز المجلس رئيساً وأعضاءً ومنسوبين. فقد اعتادوا هذا التشريف الملكي في بدايةِ أعمال كل سنة جديدة من دورات المجلس حيث يوجه حفظه الله خطابه الملكي يتناولُ فيه السياستين الداخلية والخارجية للمملكة ، كما يوجه من خلاله رسائلَ مهمةٍ لأعضاء المجلس والمواطنين. واضاف ان المجلس وأعضاءَه يتطلعون لهذه المناسبة التي يتفضل فيها خادمُ الحرمين الشريفين بافتتاح السنةِ الثانية من الدورة الخامسة للمجلس والاستماع إلى ما يوجهُه حفظه الله من كلمةٍ ضافيةٍ تُعد وثيقة نستلهمُ منها مواقفَ الدولة وتوجهاتها تجاه كثير من القضايا والمستجدات على جميع المستويات بما يعكس المكانة اللائقة بالمملكة في خارطة العالم المتحضر». واكد ان مضامين خطابات خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى تعد منهاج عمل للمجلس وأعضائه ، وتمهد الطريقَ للمجلس لتحقيق المزيد من الإنجازات ، فهي ترسمُ الأهدافَ والبرامجَ والغايات التي تطمح الدولةُ إلى تحقيقها خلال السنة المقبلة ، وبذلك يشرعُ المجلسُ في دراساته وجلساته ومقترحاته انطلاقاً من تلك الخطابات ويعملُ على تحقيق الأهداف والغايات التي رَسمَ ملامَحها خادمُ الحرمين الشريفين. في هذا الاطار أكد عدد من أعضاء مجلس الشورى أن الخطاب الملكي السعودي السنوي الذي سيلقيه خادم الحرمين الشريفين يوم الاحد المقبل خلال افتتاح السنة الثانية للدورة الخامسة لمجلس الشورى سيكون «خارطة طريق» تحدد ملامح السياسة الداخلية والخارجية للمملكة خلال عام قادم ، مؤكدين ان وجود سمو ولي العهد مع اخيه خادم الحرمين سينشر الفرح بين اركان مجلس الشورى الذي حقق انجازات عظيمة بدعم القيادة خلال الفترة الماضية. في البداية يقول الدكتور مازن بن عبدالرزاق بليلة عضو مجلس الشورى ان الخطاب هذا العام سيكون أكثر فرحة، بوجود سمو ولي العهد بصحته، وابتسامته المشرقة، بجانب خادم الحرمين الشريفين، فقد غاب سموه عن هذه المناسبة لظروفه الصحية العام الماضي. وتوقع ان يشمل الخطاب الملكي 3 محاور مهمة .. الاول : على الصعيد المحلي حيث سيكشف الخطاب نتائج سياسة التوازن المالي الرشيدة التي جنبت المملكة مخاطر الانزلاق في هوة النكسة المالية العالمية، ثم سيسلط الضوء على العناية بالتعليم والاستثمار في الإنسان السعودي. أما على الصعيد العربي، فسوف يبرز الخطاب سياسة المملكة الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، كما سيكشف دور المملكة في لمّ الشمل العربي، خصوصاً عودة العلاقات الحميمة مع الشقيقة سوريا، ثم دور القوات السعودية الباسلة، التي وقفت بشجاعة، وحزم، أمام تجاوزات الحوثيين، في حدودنا مع اليمن. وعلى الصعيد العالمي، فلا شك أن هاجس إعلان إيران تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، بنسبة 20% وهو ما يؤهلها لصنع قنابل نووية، يشكل تحدياً لكل العالم ما يسبب أضراراً بالغة للمنطقة التي لم تعد تتحمل حرباً رابعة، خصوصاً أنها ستكون الأشرس والأقسى والأكثر استخداماً للأسلحة المطورة. خارطة طريق من جهته قال اللواء الدكتور: محمد بن فيصل أبو ساق رئيس لجنة الشؤون الأمنية : ينظر المراقبون محليا وعالميا للخطاب الملكي السعودي السنوي على انه أبلغ مؤشر نحو خارطة الطريق السعودية لعام قادم .. فالخطاب الملكي السنوي يحمل في طياته رسالة سعودية واضحة عن الشؤون السعودية المحلية والقضايا الإقليمية والعالمية. وقد تعود السعوديون على خطاب بليغ في شفافيته ومرتفع في سقفه بما حقق من آمال وطموحات. وأضاف أن الخطابات الملكية السنوية السابقة قد كانت موجها ومرشدا لموظفي الدولة في كل المستويات نظرا لكون الخطاب يحمل رؤية ملكية محددة تعرض فلسفة الحاكم ونهجه والإطار الذي يرغب أن يقود البلاد من خلاله. وقد نجح الملك عبدالله في جذب الأنظار سنويا نحو هذه المناسبة التي تبلورت أهميتها نتيجة لمخرجاتها الوطنية. فقد كان نهج الإصلاح العام إداريا وفكريا وتعليميا واقتصاديا من مكونات خطاب خادم الحرمين الشريفين خلال السنوات الماضية بما سهل للمراقب للشؤون السعودية أن يتابع التغيرات الإيجابية والإصلاحات التي يحدثها العاهل السعودي في البلاد. وأشار إلى أن مجلس الشورى يتطلع بكل اعتزاز إلى هذه المناسبة الوطنية ونفتخر بالاستماع مباشرة إلى خطاب الملك وتوجيهاته السامية ونحولها إلى خطة عمل حسب اختصاصات لجان المجلس. ومن الجميل جدا أن الخطاب الملكي يرفع سقف آمال وطموحات المواطنين سنويا بما يتحقق من مضامين الخطاب الملكي في كافة الشؤون الوطنية. برنامج الحكومة السنوي اما الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم عضو مجلس الشورى فقال ان مناسبة الخطاب السنوي الذي يفتتح به خادم الحرمين الشريفين أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى يعد مناسبة سنوية يتطلع إليها خادم الحرمين الشريفين، ولا شك أن أعضاء المجلس ينظرون لهذه المناسبة بعين الإجلال والتقدير حيث يحظى المجلس وأعضاؤه بهذا اللقاء السنوي المتجدد يستمعون إلى الخطاب الملكي وإلى توجيهات خادم الحرمين الشريفين فيما يتعلق ببرنامج الحكومة السنوي ومشاريعها التنموية بالإضافة لسياسة الحكومة الخارجية في القضايا العربية والإسلامية والعالمية وموقف الحكومة من تلك القضايا. ان هذا اللقاء السنوي يجدد العطاء والعمل الجاد خدمة للوطن وهو كذلك يجعلنا نعمل في تناغم مع القيادة لتقديم المشورة الصادقة في مجمل القضايا التي يحيلها خادم الحرمين. وأكد الدكتور زين العابدين بري عضو مجلس الشورى ان الخطاب السنوي يأتي لتوضيح سياسة المملكة الداخلية والخارجية للفترة القادمة وهناك من السياسات ماهو ثابت لا يتغير مثل أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساس للحكم في المملكة ومنها ماهو ما تقتضيه المرحلة الحالية او المقبلة والبعض الآخر يوضح سياسات الدولة نحو بعض القضايا الدولية وهذه مثال على الأمور التي تتغير بتغير الزمن. وعلى اية حال فالخطاب الملكي يأتي في العادة خطابا شاملا لجميع القضايا سواء تلك التي تتميز بالاستمرارية او تلك التي تتعلق بالمتغيرات. والخطاب السنوي يلقى عادة في البرلمانات وعلى سبيل المثال فإن رئيس الولاياتالمتحدة يجب ان يقدم خطابا شاملا في الكونجرس الأمريكي. ومما هو جدير بالذكر ان دول العالم وخصوصا عن طريق سفاراتها تترقب الخطابات السنوية وتعكف على دراستها فور القائها على اعتبار أنها تمثل ايضا جزءا من سياسة الدولة الخارجية الذي تهتم به جميع الدول. أما رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية د. طلال بكري فقال إن زيارة خادم الحرمين للمجلس تشريف لهذا المجلس وتتويج لبداية عمل كل سنة جديدة من سنوات أعماله ونتطلع جميعا لهذا اللقاء بين الأب القائد وابنائه في المجلس ثم إننا نتوق شوقا إلى سماع الخطاب الملكي الكريم الذي يرسم فيه قائد المسيرة سياسة المملكة الداخلية والخارجية وأتوقع أن يتناول الملك يحفظه الله استشراف المستقبل من اجل حياة كريمة لابنائه المواطنين وأن يستعرض مسيرة الإصلاح التى تشهدها المملكة بقيادته الرشيدة وأن يطمئن المواطنين بمستقبل مشرق ويدعو إلى تعاون الجميع لتنفيذ المشروعات التنموية تنفيذا سليما دون إبطاء أو تردد كما أتوقع أن يعرج يحفظه الله على جهود المملكة الدولية والإسلامية والعربية والاقليمة من اجل إحلال السلام في مختلف المناطق المضطربة.