قرية البنان التابعة لمحافظة القنفذة تقع شرق مركز المظيلف على امتداد وادي الأحسبة. وهي قرية نائية بعيدة عن الأنظار، يسكن أهلها البيوت القديمة المبنية بالقش وسعف النخيل تحاصرهم الأودية وتهاجمهم الحشرات السامة، يلتحفون السماء ليلا وتحرقهم أشعة الشمس نهارا، ويعيشون على نفقات المحسنين ويتزاحمون على أبواب الجمعية الخيرية ينتظرون المساكن الخيرية التنموية، حيث تشتتت أسرهم وتفرقت بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها. “المدينة” التقت عددا من المواطنين داخل إحدى الخيام فقابلونا بالترحيب والكرم الفياض بما تجود به منازلهم رغم ضيق الحال وقلة الزاد. في البداية تحدث كل من المواطن محمد وعبدالله العبدلي الذي أشار إلى أنهم يعيشون في هذه المنازل التي لا تقيهم حرارة الشمس في الصيف ولا البرد القارص في الشتاء. فنحن نسكن في منازل على حافة الوادي وتعرضنا لأخطار السيول، فبدأ الناس في النزوح وترك منازلهم الآيلة للسقوط بعد أن قامت إدارة التربية والتعليم بقفل مدرسة البنات الابتدائية لتحل بدلا منها الأمية وحرمت بناتنا من التعليم. ويضيف المواطن علي العبدلي: أصبحنا نعيش في منازل من التراث القديم وننتظر عطف المحسنين بسبب ظروفنا المالية والمعيشية القاسية وضيق الحال، حيث نجمع القش والأخشاب ونبني بها مأوى لأبنائنا وبناتنا، لأننا لا نستطيع تأمين المأوى المناسب لهم مما أدى الى تشتت الأسر ورحيل البعض منها للبحث عن أماكن تؤويهم. وأشار أحمد ذاكر العبدلي إلى أن هناك وعودا ببناء مساكن خيرية لأهالي قرية البنان، ولكن إلى الآن لم يتم من ذلك أي شيء، ووصف الحياة في القرية بأنها أصبحت صعبة للغاية، حيث تشتت شمل عددا كبيرا من الأسر ورحلوا عنها. ويتذكر حسين العبدلي أن أهالي القرية تعرضوا لهطول الأمطار الشديدة قبل بضعة أيام وعاشوا خوفا وقلقا على أبنائهم، حيث تعرض بعضهم للغرق وأصبحوا في وضع لا يحسدون عليه. ويقول: تمت زيارتنا من قبل لجان الإغاثة للمتضررين من الأمطار والسيول، ومازلنا ننتظر ونحتاج إلى بناء منازل تقينا حرارة الشمس ومياه الأمطار. ويضيف حسين: نحن نعيش في منطقة بدون أي خدمات، فنحن نحتاج الى الخدمات الصحية والتعليمية والماء والكهرباء وأكبر احتياجاتنا هي المساكن التي ننتظرها بفارغ الصبر.