حذر الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد امس إسرائيل من مغبة تكرار أخطاء الماضي وذلك أثناء زيارته لدمشق لتوقيع عدد من الاتفاقات مع سوريا من بينها اتفاق لالغاء التأشيرات بينهما، وشكر الرئيس السوري بشار الاسد إيران على موقفها من التهديدات الاسرائيلية الاخيرة على سوريا. وقال أحمدي نجاد "إذا أراد الكيان الصهيوني أن يكرر أخطاء الماضي مرة أخرى فهذا يعني موته المحتوم فكل شعوب المنطقة وجميع الشعوب سيقفون في وجه هؤلاء ويقتلعون جذورهم"، وقال الاسد إن بلاده "تشكر لايران موقفها من التهديدات الاسرائيلية الاخيرة وهو أمر غير جديد على إيران." وحول التهديد الاسرائيلي لبلاده قال الاسد "هذه التهديدات لسوريا ليست منعزلة وإنما في سياق التاريخ الاسرائيلي القائم على العدوان والهيمنة... نحن نقوم بإعداد أنفسنا لعدوان إسرائيلي ربما صغير أو كبير... التهديد فيه رسالة لسوريا والتيار المقاوم في المنطقة يدفعه إلى الخضوع والخنوع ورسالة إلى الداخل الاسرائيلي لرفع معنويات هذا الداخل بعد سلسلة من الهزائم فعلينا أن نكون مستعدين في أي وقت وأي لحظة لعدوان لأي سبب وتحت أي مبرر. وعبر الرئيس الاسد عن "استغرابه" للدعوة التي وجهتها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء الى دمشق لكي تبتعد بعلاقاتها عن ايران، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الايراني محمود احمدي نجاد في دمشق. وقال الرئيس السوري "استغرب كيف يتحدثون عن الاستقرار والسلام في المنطقة وعن كل المبادئ الاخرى الجميلة ويدعون للابتعاد بين دولتين، اي دولتين؟". وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قالت في كلمة القتها امام لجنة الموازنة في مجلس الشيوخ الاربعاء بان واشنطن ترغب في ان "تبدأ دمشق بالابتعاد في علاقتها عن ايران التي تتسبب في اضطرابات للمنطقة وللولايات المتحدة". ودافع الاسد عن حق ايران في الطاقة النووية المدنية، وقال "ما يحصل هو عملية استعمار جديد في المنطقة وهيمنة من خلال منع دولة مستقلة وعضو في الاممالمتحدة وموقعة على اتفاقية منع انتشار اسلحة الدمار الشامل وتسعى لامتلاك الطاقة النووية السلمية بناء على هذه الاتفاقيات، من ان تمتلك حق التخصيب". واضاف "وما سيطبق على ايران سيطبق على كل الدول الاخرى لاحقا وبالتالي موقفنا في سورية ينطلق من فهمنا لهذا الموضوع ومبادئنا ولكن ايضا من مصالحنا كدولة نعتقد بأنها ستسعى ككل الدول الاخرى في المستقبل في يوم من الأيام لامتلاك الطاقة السلمية واعتقد كل الدول الاخرى من مصلحتها أن تسعى بهذا الاتجاه". واكد الأسد إنه "بالرغم من الإحباطات والعثرات الكبيرة التي أصابت المنطقة وشعوبها، فإن المحصلة خلال المرحلة الماضية كانت لمصلحة قوى المقاومة في المنطقة التي قاومت ودافعت عن حقوقها التي آمنت بها وآمنت بقضايا شعوبها وبخبراتها وبإمكانياتها". وأضاف الأسد "وبالمقابل، كان الفشل مصير القوى التي وقفت في الخندق المقابل مع كل محطة وكل عيد نرى أنها تنتقل من فشل إلى فشل آخر، ونتمنى أن يأتي اليوم الذي نحتفل فيه بأحد أعيادنا الدينية ونحتفل بنفس الوقت بفشلهم الكبير.. ولا شك بأن هذا اليوم آت في يوم ما". وتابع الرئيس السوري "نلتقي اليوم لنتواصل ونتحاور حول مختلف القضايا والمواضيع الشائكة المعقدة في هذه المنطقة وإذا كان هذا اللقاء من اللقاءات الدورية والروتينية بين البلدين المستمرة منذ سنوات ، فإن انعقاده في هذا اليوم تحديدا بهذه المناسبة الكريمة له معان خاصة وهذه المناسبة هي مناسبة مباركة ولكن أردنا أن نضيف على بركتها بركة العمل والتواصل" ، في اشارة لذكرى المولد النبوي الشريف. وقال ايضا "لذلك أردنا أن يكون هذا اليوم الاحتفالي أيضا فيه إنجاز وكان توقيع اتفاقية إلغاء تأشيرات الدخول بين سوريا وإيران وهذه الاتفاقية ستؤدي إلى المزيد من التواصل والمزيد من تكريس المصالح المشتركة بين الشعبين السوري والإيراني". وذكر أن "العلاقة لا يمكن أن تبقى لعقود مقتصرة على الجانب السياسي وعندما نتحدث عن الجانب الاقتصادي لا يمكن أن تبقى مقتصرة على المشاريع والشركات الكبرى فالعلاقة الحقيقية بين بلدين وشعبين تبدأ من الفرد وتبدأ من القاعدة باتجاه القمة وليس العكس". وقال الأسد "أعتقد أن هذه الاتفاقية (إلغاء تأشيرات الدخول بين سوريا وإيران) ستدفع العلاقات بهذا الاتجاه وستؤدي إلى تعزيز العلاقات على كل المستويات وفي كل القطاعات دون استثناء".