ناقش مجلس وزراء النقل العرب في اجتماعه الاستثنائي أمس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريري المقترح المقرر إدراجه بالملف الاقتصادي للقمة العربية القادمة فى ليبيا الشهر المقبل بشأن الربط البري بين الدول العربية. وقال وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري ان اجتماع وزراء النقل العرب يأتي استجابة لتطلعات الشعوب العربية فى السعي لتحقيق التكامل العربي فى جميع المجالات الاقتصادية بما ينعكس إيجابا على حياة المواطن العربي ومستوى معيشته ويدعم قوة الاقتصاد العربي فى مواجهة التحديات الداخلية الناتجة عن زيادة السكان وندرة الموارد وانخفاض معدلات النمو الاقتصادي والتحديات الخارجية الناتجة عن العولمة وانكشاف الأسواق واشتداد المنافسة. واضاف الصريصري في كلمته التي القاها امس خلال الاجتماع ان وسائط النقل هى بمثابة الشرايين التى تقع على عاتقها مسؤولية نقل وتوزيع متطلبات الحياة المعيشية وبالتالى استمرار حياة الجسم العربي السليم بكافة أعضائه إذ تعتمد كفاءة هذه الشرايين على ما تتمتع به من خواص وتكامل. وتابع أن القادة العرب أولوا اهتماما كبيرا بقطاع النقل وتم إفراد مواضيع وقرارات مستقلة له فى اجتماعات القمم العربية وإن كان هذا يضع على عاتقنا مسؤوليات كبيرة وجسيمة فى سبيل تحقيق تطلعات قادة وشعوب الدول العربية فإنه فى ذات الوقت يعكس الأهمية التى يتمتع بها النقل فى رؤي القادة العرب نظرا لما يمثله هذا القطاع من أهمية فى حركة التجارة البينية والعابرة وتنمية اقتصاديات الدول العربية ودعم السياحة والتواصل الاجتماعى بينها ويعزز فى ذات الوقت القدرات التنافسية للدول العربية على المستوى الإقليمي والدولى فى مجالات التجارة والخدمات مستفيدين من مواقع العالم العربي الذى يتوسط الشرق والغرب. وقال: إن هناك دراسة متكاملة عن شبكة الطرق الحالية والمستقبلية الضرورية للربط الاقليمي وتحقيق درجات أعلى من التكامل بين الدول العربية تشكل بذلك عنصرا أساسيا لشبكة نقل عربية متعددة الوسائط والأنماط وتوصي الدراسة بتنفيذ هذه الشبكة على مراحل حسب الأهمية فى إطار زمنى يمتد حتى عام 2025 ، كما توصي الدراسة بتوحيد المواصفات الفنية والقياسية والعمل على تحسين المعابر الحدودية وتسهيل الإجراءات فيها وبذلك تشكل الدراسة مادة خصبة لمناقشة واتخاذ القرار المناسب الذى يرقى إلى تطلعات قادتنا وشعوبنا ويشكل إضافة هامة للجهود المبذولة لرفع مستوى التكامل بين الدول العربية. وكان كبار المسؤولين عن النقل الطرقى بالدول العربية قد أنهوا أمس الأول اجتماعا لهم بمقر الجامعة العربية وأكدوا فى توصياتهم على ضرورة تطوير العمل فى المنافذ البرية للدول العربية بما يؤدى إلى تسهيل تدفق البضائع وعبور المسافرين بين الدول العربية وتبسيط وتوحيد ومكننة إجراءات الدخول والعبور مع إيلاء الاهتمام بتطوير ورفع مستوى الأداء المهنى للكوادر البشرية العاملة بتلك المنافذ. وأوصوا بوضع آلية لتمويل تنفيذ مشروعات مخطط الربط البري العربي بالطرق على أسس تجارية تكون المساهمة فيها مفتوحة أمام القطاع الخاص ومؤسسات التمويل العربية وصناديق التمويل العربية الاقليمية والدولية ، ودعوة القطاع الخاص إلى الاستثمار فى تنفيذ وتشغيل تلك المشروعات. ووافقوا على المحاور المقترحة للربط البري العربي بالطرق والواردة فى دراسة " محاور الطريق العربي " والتى أعدتها دار الهندسة بتكليف من الأمانة العامة للجامعة العربية وتمويل من مجموعة " بن لادن " ، ومراعاة السقف الزمنى لتنفيذ تلك المحاور حسبما ورد بتلك الدراسة .. واعتمد الاجتماع عناصر التصميم الهندسي بالدراسة كعناصر موحدة لمحاور الربط العربي للطرق. وطلبوا من مؤسسات التمويل العربية والاقليمية والدولية المساهمة فى تمويل مشروعات المخطط .. وكلف الاجتماع مجلس وزراء النقل العرب فى اجتماعه الاستثنائى بمتابعة تنفيذ مشروعات مخطط الربط البري العربي بالطرق وتقديم تقرير دورى حول التقدم المحرز فى التنفيذ إلى القمة العربية القادمة. وأكدوا على أهمية تكامل شبكة النقل البيني العربي وبذل جهودا متوازية فيما يتعلق بتطوير وتقوية الربط البري العربي بمختلف وسائط النقل لتيسير حركة التجارة البينية العربية ورفع تنافسية البضائع العربية فى الأسواق.