تقول الرواية التاريخية على ذمة “الطبري” أن أول من نطق بالشعر هو آدم عليه السلام وذلك بعد أن قتل قابيل أخاه هابيل حيث ضاق صدر آدم حزنًا فارتجل قصيدة قال فيها: تغيرت البلاد ومن عليها فوجه الأرض مغبر قبيح بكت عيني وحق لها بكاها وجفني بعد أحبابي قريح وقيل إن أبليس لما سمع آدم رد عليه بقوله: تنوح على البلاد ومن عليها وبالفردوس ضاق بك الفسيح فما زالت مكايدتي ومكري إلى أن فاتك الثمن الربيح هذا وبالإضافة إلى كون الشيطان شاعرًا فهو خطيب أيضًا كما تقول التفاسير حيث سيقف يوم القيامة خطيبًا في أهل النار فيقول كما جاء في سورة إبراهيم: “وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم...) الآية. * وبعد.. هذا مجرد تذكير لبعض الشعراء الذين يقولون ما لا يفعلون، وكذلك الخطباء والمتحدثون الذين يجيدون تنميق الكلمات والعبارات من أجل تضليل الناس بزخارف العهود وخرافات الوعود. * شياطين الجن والإنس سياقًا لما تقدم في الفقرة السابقة نقول إن التفاسير دلّت على أن “ابليس” كان من الجن فلما عصى أمر ربه سمّي شيطانًا وذلك نسبة إلى الشطن وهو الفسوق والعصيان.. قال الله تعالى: (...إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ...) وكما يوجد شياطين الجن يوجد أيضًا شياطين الانس وهم أشد خطرًا وضررًا. ذلك لأن شياطين الجن يخنسون بالاستعاذة بينما ينشط شياطين الإنس في تزييف الفواحش والمنكرات ويزرعون بذور الفتن والأحقاد بين الناس، خاصة في هذا الزمان حيث يتواجد شياطين الإنس.