* قارئة كريمة رمزت لاسمها ب(غلا الروح) تقول في تعقيب لها على مقالتيَّ عن حماية المؤسسة التعليمية المنشورتين يومي الجمعة والاثنين الماضيين: «عندي وجهة نظر أتمنى أن تتقبلها، خصوصاً أنك أهملت أثر ودور المدرس في إثارة سلوك الطالب تجاهه، وأنا أعطيك نماذج من مدرستي الثانوية وأسلوب بعض معلماتنا هداهن الله. فعندما تخطئ إحدى الطالبات تثور المعلمة بقول عبارة يؤسفني أنها تحمل كل معاني العنصرية والجاهلية، وهي تقول للفصل بأكمله (يا.... يا معفنين)، هكذا عبارة تثير الطالبات على معلماتهن، وتولد في نفوسهن الحقد والعنصرية، وتتسبب في مشكلات واحتكاكات بينهن وبين أولياء أمور الطالبات». * أتفق جملة وتفصيلاً مع كل مفردة من مفردات رسالة القارئة التي وصلتني عبر البريد الإلكتروني، وأعرف جيداً سلوكيات غير منضبطة تصدر من بعض المعلمين والمعلمات، كما أدرك يقيناً أن للمعلم والمعلمة دورًا حيويًا وهامًا في إنجاح أو إفشال العملية التعليمية برمتها، فهو أي المعلم كما يقول ويؤكد علماء التربية أحد أهم الأضلاع في العملية التعليمية التي تشمل إضافة إليه المدرسة والطالب والمنهج. * ولكن ما قلته في مقالتيَّ السابقتين، وما أؤمن به ككاتب وأكاديمي أُدرِّس مئات الطلاب والطالبات وفي مراحل الدراسات الجامعية والعليا بشقيها الماجستير والدكتوراة أن المحافظة على هيبة المؤسسة التعليمية مدرسة أو جامعة يجب أن يكون في أولويات الذهنية المجتمعية (مؤسسات، وأسر، وأفراد)، لأن أي اختلال في احترامها يعني بكل بساطة زعزعة للتربية والانضباط في كل مفاصل الفعل والعمل والبناء المجتمعي بأسره. * وهذا يعني أن يتم التعامل مع حوادث الانفلات التربوي التي أصبحت تتكرر في أيامنا هذه بكل حزم وصرامة، وأن نعتبرها جرائم مجتمعية مهددة وخطيرة، أمّا أن يسعى البعض من المنتمين إلى هذه الكينونة المجتمعية وفوق هذه التربة الطاهرة إلى تبريرها أو إسقاطها على سلوكيات شاذة وفردية من معلم أو معلمة غير رشيدين فغير مقبول إطلاقاً. * وهو ما يدعوني إلى مطالبة مسؤولي وزارة التربية والتعليم في الأساس، ومسؤولي وزارة التعليم العالي والجامعات إلى وضع ضوابط حازمة بقدر ما تحقق العدالة في الحقوق بين المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات بقدر ما تحافظ على هيبة المؤسسة التعليمية وحمايتها من أي انتهاك أياً كان مبرره، ولعل من باب إعادة التأكيد القول إن احترام النظام يفرضه طريقة التطبيق. فالتساهل السابق في تحقيق ذلك بحجة التربية الحديثة، وتطبيق أساليبها ووسائلها المتنوعة والعصرية أدى إلى تزايد حالات الاعتداء على المعلمين والمعلمات والمؤسسات التعليمية ذاتها.