ليس مهمًا أن نرى اليوم الذي تزول فيه دولة إسرائيل من الوجود . المهم هو أن نعمل شيئا للمساهمة في إزالة هذه الدولة من الوجود ولو بعد حين . تحقيق الأحلام الكبرى ليس مسئولية جيل واحد . لذلك فإن الحصاد كثيرا ما يأتي متأخرا لكنه لا يأتي من تلقاء نفسه ، وإنما نتيجة للكفاح المستمر من جيل إلى جيل . الدولة الصهيونية نفسها التي توفرت لها كل أسباب الدعم من القوة العظمى لم تولد بين يوم وليلة . وهناك أجيال من المؤسسين عملت كل ما في وسعها لتحقيق الحلم لكنها لم تقطف الثمرة ولم تشهد ميلاد الدولة العنصرية العام 1948 . تيودور هرتزل نفسه الذي أسس للصهيونية السياسية كما نعرفها الآن لم يسعفه الوقت لمشاهدة حلمه وهو يتحقق على الأرض . لكن هذا لم يمنعه ولم يمنع أبناء جيله من الصهاينة المتحمسين ، من العمل الدؤوب على تحقيق مشروعهم . اليوم هناك من يدعونا إلى رفع الراية البيضاء وهناك من يقاوم أي فكر يدعو إلى المقاومة والتحرير ، بدعوى أن المعركة غير متكافئة وأنه ليس هناك سيناريو عملي لإزالة دولة إسرائيل من الوجود في المستقبل المنظور . وهذا صحيح للوهلة الأولى . لكن من قال إن الأمم التي ترغب في الحياة فعلا هي تلك التي تحصر جهودها في إطار زمني لا يتسع لما هو أبعد من المستقبل المنظور ؟ ومن قال إن الأمم التي ترغب في أن تأخذ مكانا لها تحت الشمس هي تلك التي تخضع للواقع دون أن تخطط لتغييره ولو على المدى الطويل ؟ معارك الوجود تحتاج لجهود العديد من الأجيال ، وقل انتظروا إني معكم من المنتظرين .