لكل منطقة من مناطق المملكة أكلاتها الشعبية التي تتميز بها دون غيرها. وفي منطقة نجران يتميز سكانها بالمحافظة على أكلاتهم الشعبية والتراثية في مختلف المناسبات والاحتفالات، ولا يكاد يخلو بيت في المنطقة من هذه الأكلات والأواني القديمة الخاصة بها. حب التراث فرغم مرور كثير من الوقت وتغير العادات في مناطق وبلدان عدة إلا أن أهالي نجران وحبهم لكل ما يتعلق بالموروث هو ما جعل هذه الأكلات الشعبية حاضرة وبقوة حتى وقتنا الحاضر، إذ يشاهدها الزائر والضيف في كل منزل نجراني ويتشوق لتكرار الزيارة في كل مرة، ومن هذه الأكلات الشعبية والمشهورة والتي لازالت تعتبر سيدة السفرة النجرانية في كل مناسبة مداهن الرقش؛ وهو من البر، ويوضع خبزه في إناء ثم يصب فوقه المرق ويقدم، وهو من الأكلات المشهورة حتى وقتنا الحاضر، ويعتبر هو الأكلة الأولى في المنطقة وسيدة المائدة في منطقة نجران بلا منازع. أكلات حاضرة أما الوفد، فيعد أيضا من الأكلات النجرانية الحاضرة حتى يومنا هذا، وهو من البر (القمح)، ويوضع بعض خبزه في إناء ثم يضغط ويعجن بواسطة اليد حتى يصبح كالكرة، ثم يوضع في آنية من الخوص تسمى مطرح، ويقدم ومعه إناء به مرق، وهو كثير الاستعمال والتقديم في المناسبات النجرانية. كما تعد أكلة البر والسمن من أشهر الاكلات الشعبية في نجران ويعمل البر فيها كعملية الوفد ثم يوضع في إناء، ويفتح في وسطه فتحة يصب فيها السمن، وأحيانا يضاف العسل وأحيانا «الرب» ويقدم كوجبة إفطار. وجبات مختلفة وتزخر السفرة النجرانية والبيت النجراني كذلك بالحميسة؛ وهي عبارة عن لحم يقطع قطعا صغيرة ويطبخ، ثم يترك حتى يجف، ويضاف إليه الملح ثم يخزن، ويؤخذ منه كل وجبة قدر الحاجة، وفي وقتنا الحالي أصبح الاعتماد عليها أثناء عيد الأضحى المبارك. كما أن هناك أنواعا عديدة يزخر بها البيت النجراني التي أكسبته خاصية فريدة وتمسكا بالعادات والتقاليد الأصيلة. نكهة مميزة وكما يقول أهل نجران أن لا أحد يمكنه أن يعرف نكهة تلك الأكلات إلا من يتذوقها، وبالطبع سوف يعرف أسباب تمسك أهالي نجران بتلك الموروثات الغذائية الجميلة، وبهذه العادات التي لا تفارق منازلهم رغم تنوع المطابخ الحديثة وتعدد أنواع المأكولات، إلا أن القديم يظل حاضرا مهما تعددت المأكولات الحديثة والوجبات السريعة، ليبقى التراث دائما هو سيد المائدة النجرانية.