أعلن مسؤولون امس ان مواجهات بين مربي مواش من قبيلة المسيرية السودانية وعناصر مسلحين من الجنوب اسفرت عن 16 قتيلا في محافظة الوحدة جنوب السودان. واعلن كول دييم كووم الناطق باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان (متمردون جنوبيون سابقون) ان افراد من "المسيرية هاجموا (الخميس) في الساعة السادسة مساء مركزا للجيش الشعبي لتحرير السودان" في قرية قرب بنتيو عاصمة محافظة الوحدة الجنوبية. واضاف المسؤول العسكري "سقط في صفوفنا ثمانية قتلى بينهم مدنيون و11 جريحا. وعثرنا ايضا على ثماني جثث من قبيلة المسيرية في ميدان المعركة. لقد لاذوا بالفرار بعد المواجهات ولا نعلم كم سقط في صفوفهم من جرحى". وقال كوول "انه هجوم مدبر. هناك قوات تساندهم في الخفاء". ويتهم الجيش الشعبي لتحرير السودان بانتظام حكومة الخرطوم المركزية بتسليح بعض القبائل والميليشيات لزعزعة استقرار جنوب السودان المدعو الى بت موضوع استقلاله في اسفتاء شعبي مقرر في كانون يناير 2011. وترحل قبيلة المسيرية العربية المتحدرة من محافظة كردفان الجنوبية في شمال السودان، كل سنة بحثا عن العشب لمواشيها وتسلك طريقا تقليدية تصل الى منطقة ابيي المتنازع عليها عند الحدود بين شمال السودان وجنوبه، اضافة الى بعض المناطق الجنوبية. وبعد نهاية الحرب الاهلية قبل خمس سنوات بين الشمال والجنوب في السودان، بادرت السلطات الى حملة لنزع الاسلحة من السكان وفرضت على المسيرية عدم تجاوز منطقة "بحر العرب" باسلحتها عندما ترحل بحثا عن الكلأ في المناطق الجنوبية. واكد احد اعيان قبيلة المسيرية وقوع المواجهات، وقال طالبا عدم كشف هويته "وقعت مواجهات قبلية بين النوير (من كبرى قبائل جنوب السودان في محافظة الوحدة) واولاد عمران" من قبيلة المسيرية، واضاف "تعودت النوير سرقة مواشينا. قتل تسعة منهم وسبعة من اولاد عمران وسقط العديد من الجرحى"، مؤكدا انها مواجهات قبلية وليست هجوما من المسيرية على الجيش الشعبي لتحرير السودان. واسفرت اعمال العنف بين القبائل عن سقوط 2500 قتيل ونزوح 350 الفا اخرين السنة الماضية في جنوب السودان، المنطقة النفطية التي تضاهي مساحتها مساحة فرنسا لكنها متخلفة، واوقعت مئة قتيل منذ بداية السنة. وقال ناطق باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان ان مواجهات بين قبيلتي توبوسا السودانية الجنوبية وتوركانا الكينية اسفرت هذا الاسبوع عن سقوط ثمانية قتلى، مؤكدا "تصاعد التوتر" بين القبيلتين.