يقسرني على العودة إلى موضوع الأسبوع الماضي تعقيب راق ومهذب وإيجابي على موقعي بالصحيفة في الشبكة العنكبوتية وكذلك أهمية الأفكار التي نتناقش حولها لما تشكله من مصلحة دينية ووطنية نحتسبها عند الله عز وجل جميعنا. لقد حرصت على حصر مقالتي في داخل الحرم المكي الشريف فلم أخرج عن أبوابه لأنني تناولت نقاء الصوت بما يسمح للمصلين بالإصغاء والتأمل وهو يعتمد على مدى المهارة في هندسة الصوت وتوزيع السماعات دون حدوث صدى أو تداخل يعيق المصلي عن سماع الآيات والحروف بوضوح تام وهو ما نحمد الله عليه ونشكر القائمين على أمره كما أنني أثنيت على المسارات التي شيدت تحت المسعى والتي تسمح للقادمين والمغادرين للحرم بالدخول والخروج دون اصطدام أو اضطراب مع الساعين في المسعى كما كان الشأن سابقاً ولازلت أرى أن فكرة العربات أو التلفريك قائمة فيما يتصل باداء السعي لكبار السن والمرضى ومن لديه سبب أو إعاقة تمنعه من المشي أو السعي على قدميه داخل المسعى إلا أنني أود أن أوضح بأن المسعى في الأصل للسعي على قدمين ولذلك لم أقصد أن تعم الفكرة كامل المسعى وإنما اقترحت أن تكون العربات معلقة أقرب إلى سقف السعي في مسار جانبي كما اقترحت بديلاً آخر لمن يخشى ركوب التلفريك هو القطار المعلق على جسر يمتد على الجانب في منطقة سير العربات ولكن أعلاها وأقرب إلى سقف المسعى على أن يكون قطاراً صغيراً وليس بحجم القطارات التي نشهدها على القضبان بين المدن وفي داخلها أو في الأنفاق. أخلص من ذلك إلى أنني لم أناقش المساحات خارج الحرم وما اقترحه الأخ الكريم ولعله ينتمي إلى فئة وشريحة المهندسين من إزالة المباني المحيطة بالحرم يصعب تحقيقه وجل ما يمكن طرحه هو توفير أسباب ووسائل السلامة في تلك المباني الشاهقة كالإطفاء الذاتي والطائرات العمودية والتدريب على الإخلاء السريع وإذا كانت المباني الشاهقة قد ملأت الحيز المنداح جنوب الحرم وغربه يتعين تدارك الأمر في شمال الحرم والذي سيمتد إلى جرول ليكون منطقة فسيحة تسمح لعربات الخدمات وخدمة الحرم وزائريه من حجاج ومعتمرين خاصة القادمين من جدة باعتبارها النقطة الجوية لهبوط الطائرات من مختلف دول العالم أو القادمين من المدينةالمنورة وبلاد الشام عموماً. على أن تتم معالجة وضع القادمين جنوباً من الطائف امتداداً لليمن بإيجاد قناة تربط بين كدي والحرم عبر قطارات أو عربات أو حل حديث آخر كالسيور المتحركة. وفكرة السير المتحرك في المسعى كذلك واردة ومطار هيثرو خير دليل لمن أراد الانتقال من المطار الدولي إلى الداخلي. كما أن القطارات مستخدمة في بعض المطارات بشكل داخلي بين البوابات مثل مطار روما. على أنني لم أتحدث عن القطار الذي يربط مكة والمشاعر بجدةوالمدينة وربما غيرهما من المدن لأنني سبق أن عالجت هذه المسألة في مقال سابق ومع استحساني للفكرة التي طرحها الأخ الكريم بصرف بطاقات ممغنطة أو مسبقة الدفع ليستخدمها الحاج أو المعتمر أو الزائر وتغنيه عن شراء التذاكر في كل رحلة فإنني أتمنى كما هو الحال في أوروبا مثلاً توفير أمر التذاكر أو البطاقات السنوية والعائلية أو المحددة بوقت الإقامة لتسهيل الحركة ولتفادي الازدحام على مناطق الشراء إلا أن الأهم أن تكون القطارات من أحدث الأنواع وأسرعها لأن في ذلك تعويضاً اقتصادياً فحينما يدرك المرء أن المسافة بين مكةوالمدينة أو جدةوالمدينة تقطع في ساعة سيستغني عن عربته ويلجأ للقطار وهو ما يعوض التكلفة العالية للمشروع، إذ أن فكرة القطارات كانت مستبعدة في السابق لوفرة عدد السيارات وحرص المواطنين على استخدامها لكن الوضع الآن يتجه إلى صالح القطار الذي نتمنى سماع أجراسه .