قال أندرس فوج راسموسين الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» امس إن تقديم دعم مالي لمتمردي طالبان مقابل القاء السلاح ليس رشوة بل هو استثمار في السلام والمصالحة. جاء ذلك فى في رسالة مصورة مسجلة وجهها راسموسين قبيل عقد اجتماع لوزراء دفاع الحلف في إسطنبول بتركيا. وكان مؤتمر دولي حول أفغانستان عقد في العاصمة البريطانية لندن في الثامن والعشرين من يناير الماضي أعلن عن إنشاء صندوق سلام وإعادة لدمج مسلحي طالبان في المجتمع الأفغاني بقيمة 500 مليون دولار وذلك بتعهدات مالية بلغت 140 مليون دولار. وتعهدت الحكومة اليابانية بتقديم خمسين مليون دولار وتعهدت استراليا ب 22 مليون دولار وأسبانيا ب 14 مليونا ،فيما تعهدت ألمانيا- بحسب مصادر دبلوماسية -بتقديم خمسين مليون يورو (70 مليون دولار) .كما من المتوقع أن تعلن انجلترا والولايات المتحدة عن إسهاماتهما في الصندوق. واكد راسموسين: «كثير من المتمردين لم ينخرطوا في ذلك التمرد بسبب بواعث دينية أو فكرية تناهض الحكومة الأفغانية والقوات الدولية بالضرورة» إنما هم «يقاتلون في صفوف طالبان من أجل حفنات قليلة من النقود كي يتمكنوا ببساطة من كسب عيشهم أو بسبب مظالم أخرى». وقال راسموسين وهو رئيس وزراء دنماركي سابق « إن ما يقدم لهم هو فرصة (لانتهاج)طريق جديد في حياتهم» غير أنه شدد على أن «بعض المعايير المهمة يجب الوفاء بها «مشيرا لاحترام الدستور الأفغاني وإرساء مبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان وضرورة اضطلاع الحكومة الأفغانية بمسؤولية هذه العملية. على صعيد آخر، اعلنت السلطات المحلية الافغانية أمس مقتل 32 عنصرا من طالبان وثلاثة جنود افغان في عملية مشتركة شنها الجيش الافغاني وقوات الحلف الاطلسي في جنوبافغانستان. وجرت المعارك في ولاية هلمند التي تعتبر معقلا للمتشددين حيث اعلنت كابول مؤخرا ان القوات الاطلسية والافغانية تستعد لشن هجوم واسع دون تحديد موعده. وقال داود احمدي الناطق باسم الحكومة الاقليمية: "شنت عملية في منطقة نادي علي مساء (الاربعاء) قتل خلالها 32 من طالبان"، مضيفا ان ثلاثة جنود قتلوا ايضا خلال المعارك. وكان الناطق باسم وزارة الدفاع محمد ظاهر عزيمي اعلن أمس الاول للصحافيين ان قوات "الجيش الافغاني والشرطة والمارينز الامريكية وعناصر من القوة الدولية للمساهمة في ارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة لحلف الاطلسي" ستشن قريبا "بقيادة الافغان" هجوما واسعا في هلمند.