بالإشارة “لحوار جاد جدًّا” تابعته على قناة أبو ظبي في برنامج “مثير للجدل” الذي تقدمه الإعلامية العربية الجادة جدًّا فضيلة سويسي، مع المناضلة الأشهر بعد جميلة أبو حيرد “ليلى خالد” مناضلة فلسطينية أسعدتني برؤيتها تتحدّث بهذه العقلية المتميّزة عن الانقسام الفلسطيني الذي للأسف الشديد “أراح” الصهاينة، ومن يسير في ركابهم، خاصة أن “السلطة الفلسطينية” بقيادة أبو مازن متشددة جدًّا بأوسلو، التي للأسف وقّع فيها المناضل أبو عمار -رحمة الله عليه- وترك هذه الاتفاقية إرثًا ثقيلاً للفلسطينيين، مع تمسك السلطة بها مقابل مبلغ وقدره 500 مليون دولار.. ليستمر الحوار الذي لن يجدي أبدًا، في ظل تهرّب الراعي الرسمي “أمريكا” لهذا السلام الموعود، الذي لن يكون ما دمنا نثق فيها، وفي تدخلاتها في المنطقة. وقد كان الأولى بالسلطة الفلسطينية أن تعي بأن هذا السلام الوهمي ليس في صالح القضية الفلسطينية، وتتوقف عن هذه التمثيلية السمجة، ولتستغنى عن “الثمن المالي” الذي يقدر ب500 مليون دولار، يُدفع منها 100 مليون دولار لنظام دايتون، والباقي يُصرف على السلطة ورجالها.. وأعتقد أن مبلغًا مثل هذا ممكن أن يأتي من أي جهة أخرى.. فلابد من التضحية بهكذا مبلغ، فالقضية تستحق التضحية بالمبلغ، حيث لا يساوي يومًا واحدًا من أيام الاحتلال الظالم. كما أن المطلوب أن تتنازل حماس عن بعض شروطها للتوقيع على وثيقة الوفاق ليكتمل عقد الفصائل الفلسطينية مع السلطة بصرف النظر عن توجّهاتها من أجل وضع الجميع في خانة إثبات المصداقية أمام الشعب الفلسطيني من جهة، والرأي العام من جهة أخرى، بمعنى نوصل الكذّاب لحد باب الدار.. من هذا المنطلق يمكن للتوافق الفلسطيني لو على مضض أن يزعزع الأمن تحت أقدام العدو الصهيوني الذي يتمتع براحة تامة، وفرتها الانقسامات الفلسطينية والعربية والدولية. بالإشارة لحديث هذه المرأة الرائعة التي ملكت الشجاعة سابقًا، وتمتلك الحنكة والمصداقية والقيادة لاحقًا، تأكدتُ بأن فلسطين لا يمكن أن تعود إلاَّ بأيدي أهلها. هكذا كنتُ أعتقد، ولازلت للابد. خاتمة: اللي ما يأكل بيده لا يشبع!