خمس أرامل يعشن في مساكن خيرية بحي المثيب برابغ كشفن عن معاناتهن والظروف المحيطة بحياتهن وأظهرن مدى حاجتهن لبعض المساعدات المعينة من الحصول على ضروريات الحياة الإنسانية، وأكدن حاجتهن لمحسن يوفر لهن بعض الأثاث البسيط، والأجهزة الضرورية من ثلاجات وغسالات وكراسي وسرر متحركة، وأكدن أنهن فقدن كل شئ بمسكنهن بعد الامطار ولا يقدرن على توفير بديل، في ظل فقرهن وقلة حيلتهن، وذكرن أنهن يحصلن على مخصص شهري من الضمان الاجتماعي إلا أنه لا يفي لشراء ما يلزم لحياتهن. “المدينة” زارتهن، وسجلت معاناتهن، وتنقل بعض تفاصيلها في هذا الموضوع.. “كل شئ ناقص علينا.. مالنا أحد.. وما أحد ينظر فينا”.. هذا ما بدأت به حظية (88 عاما)، وأكدته ابنتها الأرملة المعاقة رضية (67 عامل) والتي تعاني من أمراض كثيرة على حد قولها. أما حالهما فلا يخفى على أي زائر لمسكنهما، فلابد أن يرى مظاهر حياتهم البائسة في مسكنهما الخيري، الذي كل جزء منه يتحدث عن مأساة وحالة زهيدة ووضع مزري لهاتين المسنتين اللتين أقعدهما المرض ونهشهما الجوع والفقر وحاصرهما الألم وليس لهما قريب ولا ولد، وقد ازدادت معاناتهما بعد تعطل كافة أجهزتهما الكهربائية وتلف جميع محتويات منزلهما الخيري. وقالت حظية أنا مقعدة لا أستطيع الحركة ولا أقدر على خدمة نفسي ولا عندي سوى ابنتي رضية، وهي مريضة مثلي، ونحن معا نحتاج لمن يخدمنا وتلبي حاجتنا، كما أشارت إلى حاجتها الى سرير متحرك وكرسي كهربائي وتأثيث منزلهما البسيط. وأكملت الحديث ابنتها رضية قائلة: كل اثاثنا وثلاجتنا وغسالتنا تدمرت وتلفت بعد الامطار. ولا نقدر على دفع ثمن البديل لها، ونحن لا نعرف الراحة في نومنا ولا الهناء في عيشتنا. ونناشد المحسنين مساعدتنا ومد يد العون لنا. وإلى جوار رضية وابنتها وجدنا اربع أرامل في اربع مساكن خيرية متجاورة، أعمارهن تتراوح ما بين السبعين والثمانين عاما، ولسن وحدهن بل مضاف معهن بناتهن الأرامل والمطلقات، والجميع يتزاحمن في مساكن ضيقة ويعشن معاناة من نوع خاص، ولهن ظروفهن المختلفة ويحيين حياة البؤس والعوز والفاقة، ومما ضاعف الامهن وعمق جراحهن تلف أثاثهن المتواضع وتعطل بعض أجهزتهن الكهربائية وليس في أيديهن ما يمكنهن من شراء البديل لذلك. فهذه حميده (81 سنة ) أرملة وتسكن في مسكن خيري معها ابنتها المطلقة أم عادل، وسيدة أخرى مطلقة تدعى أم توفيق، أكدن أنهن في حاجة ويبحثن عن محسن يؤثث لهن مسكنهن ويصلح أعطال أجهزتهن الكهربائية، وأبدينا معاناتهن مع ثلاجتهن المتعطلة عن العمل، وأشرن إلى ظروفهن المادية الصعبة التي لا تسمح لهن بتوفير البديل. وهناك أم نايف ( 76 سنة) وهي أرملة أيضا، وأم أيمن 83 سنة وكل منهما تناشد المحسنين بأثاث بسيط واجهزة كهربائية غسالة وثلاجة فقط وجميعهن ذكرن أنهن يقبضن مخصصات مالية من الضمان الاجتماعي، إلا أنها غير كافية لتوفير ما يلزمهم من غذاء ناهيك عن بقية المتطلبات الأخرى. أبو نواف شاب وجدناه في الحي، فكشف لنا الكثير عن معاناة وحاجات وظروف هذه الاسر وأكد أن ليلة الامطار والسيول بقيت رضية وأمها وسط المياه لولا تدخل بعض المحسنين ونقلهما الى المسجد المجاور للحي. وذكر أن جميع ما في حوزة تلك الاسر من أثاث تعرض للدمار والتلف وهو ملقى بين المساكن. وأضاف أبو نواف: رابغ تعج بالشركات والمؤسسات ورجال الاعمال، فأين دورهم تجاه مثل هذه الأسر؟ وتسائل عن دور الجمعيات الخيرية في مثل هذه الحالات مشيرا الى أن الاسر الفقيرة لا يستطيع أفرادها تأمين ما تفقده، لان دخلها بالكاد يكفي لغذاء محدود وكساء معين، ولا بد من الوقوف معهم عندما تحل بهم النكبات أو الكوارث.