عاثَ الفسادُ بمَوْهنٍ ، ما أبشعهْ وطغَى على ذممٍ أبَتْ أن تقْمَعَهْ نبَتَتْ طحالبُه بليْلٍ دامسٍ وسقَتْ خفافيشُ الظلامِ تَجَمُّعَهْ وفشا التلاعبُ في الضمائر، ليتها ما سوّلتْ لهمُ الفسادَ ومَرْتَعَهْ خمسون عامًا والحمى تجتاحُه زمر الذئابِ وتستبيح تَجَرُّعَهْ كُنّا نظنُّ نفوسَهم في مأمنٍ فتهافتوا وتساقطوا في المَعْمَعَةْ سنُّوا لهمْ قانونَهم ونظامَهم هذا أشاد به وآخرُ لمَّعَهْ وموظّفٍ جَشِعٍ أصرّ بنابِه ورئيسُه -عند الغنيمة- شجّعَهْ أسدٌ على مال الضعيف يحوزُه ويلوكُه حتى يسُوغَ ويبلعَهْ رتعوا بمال الله حتى أُتخِموا وتساقطت -عند الحساب- الأقنعَةْ يا أُمّةً خضعتْ لفِعلِ مُجانِفٍ ما كان أولى أن تَهُبَّ وتردعَهْ ما كان أولى أن تَشُدَّ خِطامَه وتسوقَه قسْرًا ولا تهوي معَهْ ما كان أولى أن تقولَ لمُرْتَشٍ تبّتْ يداك فنحن لسنا إمَّعَةْ من للضّعاف المعدَمين وقد خلَتْ دنياهمُ من دُورهم والأمتعَةْ فقدوا مُعيلَهمُ وبعضَ صِغارهم والحزنُ ران عليهمُ ، ما أشْنعَهْ خُدِع الكثيرُ من الكثير ، وليتهم قنِعوا بما نالوا، وباتُوا في دَعَةْ فأتى سونامي هادرًا في دربه من قال إنّ السيلَ يتركُ موضعَهْ؟ يا سيْلَ جدة قد أزلتَ قناعَهم وكشفتَ عن حمأٍ تنامى في ضَعَةْ أخرجتَ أهلَ الزيفِ من أوكارهم وبدا لنا ما ساءنا أن نسمعَهْ فتكرَمَ الملِكُ الهُمامُ بلَجْنةٍ تَقضي بما حَكَمَ الإلهُ وشرّعَهْ ميزانُها عدلٌ ودربٌ واضحٌ وتسير في منهاجها مُتَتَبِّعَةْ لتعيدَ للثغر الجميل صفاءه وتزيحَ عنه من أساء وروَّعَهْ الحقُّ أبلجُ ، لا تغيبُ شموسُه والحُرُّ يأبى أن يعيشَ بِبَرْذَعَةْ هامش: (*) بموهن: الوهن والموهن نحو من نصف الليل، أو حين يدبر الليل، وكأنّ الليل حين إدباره يضعف. (لسان العرب، مادة “وهن”)