على مدار خمسة أيام متواصلة استمرت بين السبت 2/2 حتى الأربعاء 5/2/ 1431ه ناقش مشرفو الأنشطة الثقافية في إدارات التعليم من عموم مناطق ومحافظات المملكة “أساليب التواصل الثقافي إلكترونيًّا وأهم البرامج التي تسهم في صناعة جيل واعٍ تنوّعت المحاور وورش العمل بين “التواصل الإلكتروني - لأندية الثقافية - استعراض منجزات لجان التطوير - طرح البرامج الجديدة”. وكانت ورش العمل حافلة بالكثير من الرؤى والخبرات المتبادلة بين المشاركين. اللقاء ناقش باستفاضة الكثير من الهموم الثقافية عبر أوراق عمل كانت تهدف إلى إثراء الحراك الثقافي في مدارسنا وسبل إعداد جيل مثقف وواعٍ في عالم يعيش تحولات معاصرة. استعرضت لجنة الإعلام والتقنية منجزها الجديد المتمثّل في إيجاد موقع للتواصل الثقافي ونجحت كثيرًا في جعله وسيطًا للتبادل الإلكتروني الأمر الذي يوحّد الإجراء ويفيد من التقنية الحديثة ويجسر الهوة بين الإدارات والمدارس من جهة وبين الوزارة في الجهة المقابلة حيث السرعة في التواصل والآنية في الطرح وهذا الإجراء الإداري احترافي بامتياز كون هذا الموقع هو في حقيقته نافذة مطلة على الأعمال والإنجازات والمشاريع التي تنفذها الإدارات والمدارس فيتمكن الجميع من الاطّلاع على تلك التجارب ويتسنّى للمتابع والمنفذين تبادل الخبرة حول ما تم تنفيذه وتقديم تغذية راجعة للمنفذين بأسلوب سريع لم تكن تتيحه الطرق التقليدية التي كانت متبعة. ففي السابق كانت ترسل تقارير تلك البرامج للوزارة مباشرة دون أن يتاح للجميع الاطّلاع عليها فضلاً عن ما تتيحه هذه التقنية من إمكانيات مختلفة “سمعبصرية وضوئية وخلافها“ عند رفع التقارير فتتمايز التقارير عن بعضها إخراجيًّا بحسب الإمكانات الفردية لكل إدارة فبعض التقرير ترفع بعد أن يتم وهذه من حسنات التقنية ودورها في تقريب المسافات وجعل الجميع ينعم بخبرة التلقي في وقت سريع وبأسلوب سهل وميسور هذا التحول نحو الإفادة من الوسائط المتعددة منهج واعٍ بل الأكثر تميزًا هو أن إدارة النشاط الثقافي حاولت ربط الجميع بالموقع من خلال “رفع جميع التقارير إلكترونيًّا والمشاركة في المسابقات المختلفة التي تطرحها تتم عن طريق الموقع“ وهذه الخطوة تجعل المشاركين من الطلاب والمعلمين والمشرفين يتحولون نحو الموقع ورفع المشاركات عبره حيث يتيح الموقع لأي طالب في المملكة ومن أي مكان المشاركة ورفع تقاريره ومشاركاته ومبادراته وستسهم هذه الخطوة الجميلة في جعل الطلاب يتواصلون مباشرة مع مركز القرار وستعمل الخطوة على إثارة روح المنافسة بين الطلاب وإدارات المدارس كون تلك المدارس وطلابها سيكونون حريصين على إبراز مشاركات ومشاريع وبرامج المدارس وهذه الخطوة رائدة بحق ونتمنى لو تفاعل معها الإخوة مشرفو النشاط الثقافي في الإدارات بعقد لقاءات تعريفية وورش عمل عن هذا الموقع وكيفية التواصل معه وحفز المدارس والطلاب على أن يتواصلوا معه. ومن البرامج الجميلة التي تم عرضها من خلال هذا اللقاء برنامج “التدريب الإلكتروني“ حيث قامت لجنة التدريب والتأهيل التي تندرج تحت مظلة إدارة النشاط الثقافي بطرح دورات تدريبية مسجلة “عبر الفيديو “ ووضع الحقيبة التدريبية للدورة على الموقع، وبالتالي يتمكن الراغب في الحصول على هذه الدورة من التواصل مع الموقع والتسجيل فيها ومشاهدة المادة ثم يخضع لاختبار مقنن عليه أن يجتازه وكل هذه الخطوات تتم إلكترونيًّا ويمنح الشهادة عن طريق الموقع بعد أن يجتاز الدورة بنجاح. كما نوقشت باستفاضة برامج “الحوار“ وفكرة “مركز التوثيق الطلابي التي يتبناها تعليم عنيزة ممثلاً في شخص الأستاذ علي السعيد وأندية الطلاب الثقافية وبرامجها المختلفة، واستعرضت الكثير من التجارب الناجحة المسرح المدرسي سجّل حضورًا ونوقشت العديد من معوقاته كما تم استعراض العديد من الأفكار الجيدة التي تسهم في الارتقاء بالمسرح ومنها فكرة أسبوع المسرح المدرسي وتطوير نظام المنافسات المسرحية والعمل على زيادة التنافسية بين المشاركين في هذا البرنامج من خلال ترشيح أوائل المجموعات للمشاركة في مهرجان الجنادرية.. كما حضرت قضايا “ضبط المصطلح“ وألقت بظلالها على كثير من النقاشات وذلك من منطلق أن تحديد المصطلح ينعكس على نوع النشاط والممارسة وتحيد أطر تلك الممارسات ونوعها. ولا شك أن وجود مثل هذا العمل المؤسسي الجيد يسهم كثيرًا في أن تتبلور الممارسات التربوية وتخلق حراكًا يحتاجه الجيل ويؤدي في نهاية المطاف إلى مأسسة العمل الثقافي عبر لجان التطوير ومناقشة توصياتها من خلال اللقاء السنوي للمشرفين على الأنشطة الثقافية وهذه الممارسات الواعية يقف خلفها توجيهات سمو وزير التربية والتعليم ونوابه وبمتابعة جادة من مدير عام النشاط الطلابي عصام الخامسي مساعده الثقافي عادل النقيب وبجهود حثيثة من الأساتذة سعد الثنيان مدير إدارة النشاط الثقافي بالوزارة والأستاذ أحمد محمد شبير مشرف عام النشاط الثقافي بالوزارة. هذه الجهود المباركة نستشرف بها آفاق المستقبل وندعو لها بالتمام لأن فيها كثيرًا من البشائر بمستقبل ثقافي أجمل لأجيالنا القادمة، وعلى خطى مثل هذه الجهود والممارسات يسير الجيل وتتشكل الممارسة وينضج الوعي والممارسات لجيل ثقافي القادم يرقب المستقبل ويؤمل في غد ثقافي أفضل.