قال الضَمِير المُتَكَلِّم : بعد حملة صحفية مكثفة قامت بها جوازات جدّة لتَحْذير كل مَن يسكن جدّة أن يكون مِن سكانها الأصليين وأن يثبت ذلك بشهادة أصل ومنشأ تؤكد أن أجداده قَطَنوها منذ أيام أمّنا حواء ( إن كانت بالفعل سكنت هناك ) ، بعد انتهاء هذه الحملة وبانتهاء المهلة ؛ قامت الجوازات البارحة باستنفار قواتها للقبض على المخالفين من المواطنين ، في شتى أحياء جدة ولاسيما الأحياء الفقيرة ؛ وفي أجواء مُفْعَمَة بالنواح والعويل والصُرَاخ ؛ تمّ اقتياد مئات الألوف من هؤلاء الأشرار ونسائهم وأطفالهم الصغار ؛ الذين كانوا سبباً في غرق جدة بتركهم قراهم ومناطقهم واستيطانهم في الأحياء العشوائية وبطون الأودية ، وسوف يُرحلون إلى ديارهم !! هذا الفيلم الخيالي المرعب الذي لايسمح بمشاهدته إلا للكبار كُتِبَت قصته وأُخُرِجَت من وحي مقال الأستاذ ( عابد خزندار ) الذي نشرته جريدة الرياض الثلاثاء 19 يناير ؛ ومنه ما نصه : ( كل مصائب جدة وكوارثها تأتي من هجرة أهالي المناطق الساحلية وغيرها إليها ) ، وفيه أشار عَرضاً بأن كارثة غَرق جدة هو هجرة أبناء المناطق الساحلية ومكة وجيزان وغيرها ، ولأن الأحياء الداخلية تتصف بغلاء الأسعار ، وهم فقراء ؛ اضطروا إلى شراء الأراضي في بطون الأودية ونتج عن ذلك عشوائيات أغلقت مجاري الأودية فكانت الكارثة ، وفي مقال تعقيبي له ، ذكر بأن هجرة هؤلاء ساهمت في انتشار الجريمة !! ومع التقدير لكاتبنا ؛ إلا أن مثل هذه الطروحات التي تُقسّم أبناء الوطن الواحد بناء على أصولهم ومناطقهم ومعتقداتهم هي شرارة إيقاد لنار الفرقة في مملكة الإنسانية ! ياسيدي هؤلاء المساكين لهم الحق في السكنى بأي شبرٍ من وطنهم دون تمييز ؛ ولا ذنب لهم في كوارث جدة فهم بسطاء مسالمون ؛ وأحياؤهم ليست مصدراً للجريمة ؛ التي لا تخلو منها كل الأحياء حتى في مناطق الأغنياء ! أولئك أبرياء فكوارث جدة نفذها مَن سرق الصحراء وأهدر المال العام على مشاريع وهمية !! يا سيدي هل يمكن أن نبني على مقالكم وما حمله من توجهات المناداة بترحيل الوافدين ؛ كيما يعودوا لبلدانهم الأصلية ؟! وهل نفهم منه تأييد بعض الدول الغربية التي تسعى لتهجير الأقليات العربية والإسلامية فيها بحجة أنهم ثقافة طارئة على مجتمعاتهم !! ياسيدي الهجرة للمدن الكبيرة ظاهرة عالمية لها حلولها ؛ بعيدا عن التمييز والتفرقة بين أبناء الوطن !!. ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . فاكس : 048427595 [email protected]