• بكل الفرح والشكر والثناء استقبل الطلبة والطالبات واولياء امورهم مكرمة خادم الحرمين الشريفين بتمديد فترة (برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي) لخمس سنوات قادمة.. ويتوقع ان يستفيد منه أكثر من ستين الف طالب وطالبة للدراسة الجامعية والدراسات العليا في اكثر من ثماني عشرة دولة في مختلف انحاء العالم المتقدم. • لقد أتت موافقة خادم الحرمين الشريفين على هذا التمديد بعد النجاح الكبير الذي حققه البرنامج في السنوات الخمس الماضية منذ العام 1426ه والذي استفاد منه أكثر من سبعين الف طالب وطالبة في مختلف التخصصات الجامعية، ورغبة منه يحفظه الله في استمرار استثمار العنصر البشري السعودي في كل ما يدعم ويفعل المسيرة التنموية ويحقق اهدافها، وتعزيز الكفاءات الوطنية لتكون منافسا عالميا في سوق العمل ومجالات البحث العلمي، ورافداً مهما في دعم الجامعات السعودية والقطاعين الحكومي والاهلي بالكفاءات المتميزة من ابناء الوطن. • لقد أتى هذا البرنامج ايضا للتغلب على مشكلة العدد المتزايد من خريجي الثانوية العامة الذين لا تستوعبهم الجامعات السعودية نظرا لمحدودية الاستيعاب والشروط الموضوعة لقبولهم فيها.. ورغبة الطلبة والطالبات بمواصلة التعليم الجامعي والدراسات العلمية العليا في المجالات التي يريدونها ويحلمون بها بما يمكنهم من المشاركة الفعلية في مختلف برامج التنمية وتحقيق اهدافها والدفع قدما بمسيرة التحديث والتطوير في مختلف المرافق والمؤسسات وغيرها. • وتتوالى اهتمامات وعطاءات ملك الوطنية في المجالات التعليمية والتأهيلية لاعتبار النشء هم الاستثمار والرصيد الدائمان والحقيقيان والركيزة الاساسية لبناء الوطن على اسس أكثر متانة وحداثة ومواكبة كل مستجدات وفعاليات العصر، لتظل بلادنا عضواً فاعلاً في مصاف الدول المعاصرة وضمن المنظومة الحضارية المتجددة. • في هذا السياق والاهداف الكبيرة أتت كذلك موافقة خادم الحرمين الشريفين يرعاه الله بتحمل الدولة نصف التكاليف الدراسية للطلبة والطالبات في الجامعات والكليات الاهلية والتعليم الموازي في بلادنا لاستمرار دعم المسيرة التعليمية وتأهيل الاجيال وتخفيف الاعباء المالية عن كاهل أولياء امور الطلبة والطالبات. • نأمل ان لا تتحول الجامعات والكليات الاهلية في بلادنا بعد هذا الدعم الملكي الى سوق تجاري وتستغله لتحقيق مكاسب اضافية على حساب الهدف الكريم والنبيل الذي يريده قائدنا لابنائه وبناته الطلبة والطالبات وتخفيف الاعباء المالية عن كاهل اولياء امورهم.. وان تكون هناك ضوابط ومراقبة لحماية هذا الدعم الكريم. • لقد أدخلت هذه الاوامر الملكية الكريمة السعادة الى قلوب كل الاسر السعودية واعادت الحيوية الى الحركة التعليمية وفتحت آفاق المستقبل الواسع والمشرق امام ابناء وبنات الجيل الواعد، وسنكون بعون الله وتوفيقه امام اجيال من الاكفاء المؤهلين الذين يساهمون في بناء الوطن وتعزيز مكانته وتحديث امكاناته. • لكن يبقى سؤال اعتقد انه يدور في اذهان الجميع ويشكل هاجساً لهم يتعلق بمصير هؤلاء الطلبة والطالبات بعد تخرجهم ونيلهم الشهادات العلمية ويعدون بمئات الالاف. هل هناك خطط وبرامج معدة لاستيعابهم في سوق العمل الحكومي والخاص حتى لا نكون امام مقولة برنارد شو: (غزارة في الانتاج وسوء في التوزيع). ولابد من الربط ما بين المخرجات التعليمية وحاجة السوق والتنمية عموما لاعوام قادمة وتوفير مختلف الفرص الاستيعابية حتى تتكامل الفائدة ونصل للغاية المرجوة.. وبالله التوفيق .