قبل حوالي شهر من الآن صرح الفرنسي آرسن فينجر المدير الفني لفريق آرسنال، بأن الفريق الذي سيفوز باللقب هذا الموسم سيرتقي منصة التتويج وفي جعبته أقل عدد من النقاط بالمقارنة مع أبطال الدور الإنجليزي الممتاز طوال تاريخه. المؤشرات كلها تقول بأن توقعات فينجر في طريقها للتحقق على أرض الواقع . ربما يعيد بعض المحللين والمراقبين سبب ذلك إلى عدم وجود فرق أو فريق قوي يصعب هزيمته. وهذا صحيح نسبيا من وجهة نظري، فالنقاط التي فقدها تشلسي ومانشستر يونايتد وأرسنال تؤكد أن الموسم الحالي لا توجد به فرق عملاقة تستطيع الحفاظ على درجة فنية تكون بعيدة عن التذبذب. على سبيل المثال فإن المتصدر تشلسي قدم عروضا رائعة في بعض الأحيان، لكنه قدم في المقابل عروضا باهتة وأحيانا هزيلة. وكذلك الحال بالنسبة لملاحقيه الرئيسين مانشستر وآرسنال. وبنظرة لفرق الوسط وما حققته من تقدم لم يكن متوقعا، فإننا نستطيع أن نضع أيدينا على السبب الثاني الذي ساهم في تراجع الكبار بهذا الشكل. لقد أصبحت كل مباراة بطولة في حد ذاتها، وهذا يعني استنزاف قدرات اللاعبين وهدرها بسرعة شديدة حتى ولو كانوا لاعبين من طراز دروغبا وروني وأنيلكا وإيسيين ولامبارد وفابريجاس وغيغز وإيفرا وبالاك وآرشفين. لقد حققت فرق الوسط مثل توتنهام ومانشستر سيتي نقلة نوعية غير عادية. في حين واصل فريق مثل أستون فيلا نموه الفني وتجاوز دون صعوبة تذكر صفعة انتقال لاعبه المحوري الأول غارث باري إلى صفوف مانشستر سيتي. أما الفرق المعروفة بفرق النصف الأقرب إلى القاع منها إلى القمة، فقد شهدنا تطورا غير عادي لدى الفريق فولهام. أما فيما يخص فريقي بيرمنجهام وساندرلاند فإنني أستطيع القول بأنهما يستحقان لقب مفاجأة الموسم. لقد بلغ جنون الدوري الإنجليزي هذا العام أن سجل هزيمة كبيرة للمتصدر تشلسي على يدي ويغان بهدف لثلاثة. في حين أن ويغان هذا عاد وخسر بعد أقل من شهرين على يد توتنهام بتسعة أهداف مقابل هدف واحد! أعتقد أن توقعات فينجر ستكون صائبة.