لا جديد في خسارة العميد من النصر، واستمرار نزيف النقاط والمسرحية الهزلية ومسلسل السقوط، فالخسائر والأحزان باتت سمة ملازمة لمباريات الاتحاد هذا العام، ولا يوجد شيء يوحي بالأمل.. لا تغييرات إدارية ولا فنية، وليبق الوضع على ما هو عليه وعلى جماهير الاتحاد المغلوبة على أمرها أن تتقبل الخسائر . كالديرون يتخبط بالفريق ويعبث به فنيًا، فما شاهدناه أمام النصر يعز علي أن أقول بأنه «شغل حواري» فالمدافع التقليدي يتحول إلى رأس حربة، وصانع الألعاب يصبح مهاجمًا وهميًا، ومن لا يلعب إلا بقدم يسرى يصر على إشراكه في الجهة اليمنى، والخاسر الوحيد هو العميد.. مكتسباته وتاريخه واسمه وسمعته، فكالديرون حتمًا سيغادر غدًا، أو في نهاية العام، ولكن بعد أن يُطيح بمكتسبات تحققت في سنوات، ولا غرابة ما تطرق له رئيس نادي النصر بأن جماهير العالمي كانت الأكثر في الملعب، فأنصار العميد وهم والأكثر شعبية في المملكة دون جدال وهاهم يعزفون عن الحضور في مباراة على ملعبهم، والسبب واضح وصريح لأنها باتت غير مؤثرة نظرًا لتهميش آرائها ومطالباتها، وما عرفناه عبر التاريخ أن كلمة جماهير الاتحاد مسموعة، متى ما اتفقت على رأي في ناديها، وهي تُصر على مغادرة المدرب، فعبرت بطريقتها الخاصة. ومن يعتقد أن مشكلة كالديرون في هذا اللاعب أو تغييب ذاك، أو أن العملية أسماء ونجوم، فإنه يقزم المشكلة وينظر لها بزاوية ضيقة، فالمشكلة أكبر من ذلك بكثير، وذات شمولية وأبعاد.. مدرب أفلس وليس لديه جديد حتى يقدمه، وبات يبتكر الطرق والأساليب وكأن الاتحاد حقل لتجاربه، وبودي أن أتساءل .. أين الأسماء الشابة التي كانت في معسكر الأرجنتين، ثم تواجدت في معسكر إسبانيا؟!، اعطوني اسماً واحداً قدمه المدرب في هذا الموسم، والخانات تحتاج إلى ضخ دماء شابة.. لست مع نغمة التغيير الجماعي ولكن الإحلال عامل مهم لاستمرار التوهج أو إعادته من جديد. مشكلة خط الدفاع تحدثت عنها بعد خماسية الاتحاد في الحزم، وأنصفني المدافعون ومدربهم بتكرار الأخطاء أمام النصر.. لا انضباط ولا تنظيم، وكنا نعتقد أن تقدمهم للأمام تصرف ذاتي وأخطاء فردية، ووجدناها منهجية من قبل المدرب والدليل تقديم أسامة المولد للهجوم ، وعندما نركز على أخطاء الدفاع، فإننا ننسى الدور السلبي للمحاور، فتوظيفهم في أرض الملعب ومواقعهم خطأ مزدوج، وغياب المحور التقليدي يؤثر بشكل واضح على الدفاع ويساهم في كشفه، وأحمد حديد مكانه ليس في الأطراف، إنما في وسط الميدان، وراشد الرهيب فقد بريقه وتألقه، لماذا؟ لأنه افتقد للاعب الذي يشارك في الجهة اليمنى ويعطيه الفرصة للتقدم للهجوم ويتناوب معه في التغطية، والجهة اليسرى حلها ليس في صالح الصقري (المنهك) ولا عدنان فلاتة (العائد من إصابة)، فكانت تحتاج إلى اسم جديد، وإبعاد اللاعبين من القائمة الأساسية إلى خارج قائمة البدلاء ليس راحة لهم إنما معاناة نفسية وكسر للنجومية وزعزعة لاستقرار الفريق، خذوا مثالاً سعود كريري عاد من الإصابة متوهجًا في خانته الأصلية المحور، ثم وجد نفسه في الظهير الأيمن فحصل على بطاقة حمراء أمام الاتفاق، ومرة أخرى وجد نفسه في قلب الدفاع ومرة ثالثة حوله المدرب خارج القائمة نهائيًا، وأي تشتيت هذا ثم يعود إلى التشكيل بعد هذه الحرب الفنية وبأي نفسية سيلعب؟! كريري مجرد مثال والعملية تكررت مع نور والمنتشري والصقري، بالاضافة الى ابعاد مشعل السعيد في المباراة الأخيرة، والمستثنى من كل هذا هو هشام بوشروان والخطة تُصنع عليه وتُرسم من أجله، واللاعب غائب فنيًا تمامًا.. يتقاضى رواتب كبيرة ويقدم مستويات هزيلة، وبالمناسبة حتى بوشروان توظيفه في أرض الملعب خطأ في خطأ، وهو يلعب الآن في نفس المكان الذي لم يخدمه في بداية الموسم الماضي، لأن كالديرون لا يستفيد من اخطائه، فقد كرر ما فعله في نهائي آسيا أمام النصر بإبقاء تغييرين دون ان يستخدمهما، وعندما يتقدم على الرائد بهدفين يغير ثلاثة لاعبين دفعة واحدة، وحينما يتأخر يتفرج، ويكرر مغالطاته، فعندما يخسر كأس آسيا يحدثنا عن ودية ريال مدريد، والتاريخ لا يسجل الوديات ، انما البطولات والانجازات ، وابرزها القارية. أخطاء كالديرون لا حصر لها، ولكن رغم قناعتي بعدم الجدوى من استمرار المدرب لم أكن أتوقع أن يفعل ما فعله أمام النصر ويحرج كل من يدافع عنه. وعتبي على الإدارة الاتحادية في بعض الأخطاء والتصريحات كوضعها رضا تكر على قائمة الانتقال في وقت حساس، وقبل مباراة مهمة بليلة واحدة، كما انتقدت نور ووضعته في مقارنة مع بيليه في يوم مباراة النصر، ولوسيانو كان من الممكن إبقاؤه في المباراة ولا داعي للاستعجال بإلغاء عقده قبلها للاستفادة منه، لكنه تسرع بلا مبرر، وطبيعة تعاقدها مع الجزائري زيايه خطأ في خطأ، فاللاعب سيغيب شهرًا في البطولة الإفريقية، والاتحاد يحتاجه الآن بالتحديد، وسيعود في نفس الفترة مع المهاجم التونسي أمين الشرميطي، ومنتخب بلاده سيحتاجه مرة أخرى، لأن الجزائر ستشارك في كأس العالم، وليت التعاقد معه تم في آخر العام واكتفت باتفاقية حاليًا، وأحضر الاتحاد مهاجمًا مؤقتًا خلال الخمسة أشهر الحالية، ومهما كان غالي الأثمان، فالإدارة تجد دعمًا ماديًا كبيرًا يحترم ويقدر من عضو الشرف الداعم، الذي بالتأكيد لا يرضيه ما يحدث الآن، أما تكرار نيل البطاقات الحمراوات فيكشف حال الجهاز الاداري، وضعفه وعدم قدرته على التهيئة النفسية. خلاصة القول “لن ينصلح حال الاتحاد ما لم يكن هناك تغييرات”، أولها المدرب وليس آخرها .