ليس هناك «حل تكنولوجي للتخلف». فالأرجح أن التخلف، وما يرافقه من فقر وبطالة، هو واقع متشابك. وهناك، كما البروفيسور أحمد زويل، الحائز على جائزة نوبل في العلم، ما يدعى ب “الظاهرة العربية” Arabs Syndrome تحدث عنها بعض الأكاديميين الغربيين حيث يأتي العرب بأحسن الخطط والدراسات والتقارير والرؤى، ما يعطي انطباعا بإمكان حل كل الأمور. ولكن عند التنفيذ لا يحصل أي شيء إطلاقا ولا ينفذ أي شيء من كل ذلك الكلام العربي الجميل! ** ** الكثيرون، كما يقول أحمد زويل، يظنون أن التكنولوجيا هي شراء واقتناء، وان من الممكن أن نشتري التكنولوجيا، وكأن دخول عصر جهاز الكومبيوتر يتم بمجرد شراء الكومبيوتر والبرامج. والتقدم في العالم النامي «هو مبنى من أفخم وأضخم ما يمكن وشراء أجهزة حديثة وترتيب حفلة افتتاح ضخمة. وبعد ذلك تسأل نفسك، ما الذي فعله هذا المبنى على خريطة العلم في العالم؟». ** ** يذكرني ما سبق برواية للأديب الراحل يوسف السباعي اسمها (ارض النفاق) تحكي قصة عالم توصل إلى اكتشاف حبوب لمعالجة أمراض الناس الاجتماعية، فهناك حبوب للكرم وأخرى للأخلاق وثالثة للشجاعة، وهي كلها أدوية لم يستطع تصريف شيء منها عدا (حبوب النفاق) التي تهافت الناس عليها .. لكنه لم يفلح في اختراع حبة يمكن أن يتناولها الإنسان لتحوله من إنسان فقير مريض لا وظيفة له، أو متخلف .. إلى إنسان غني صحيح الجسم .. ومتطور. فرغم كل أحلام العلماء والفلاسفة يبقى الجهل والفقر والمرض .. والتخلف أمراضاً اجتماعية لا يمكن أن نقضي عليها بجرعة دواء.