اكد الرئيس الامريكي باراك اوباما انه يتحمل المسؤولية الكاملة لجهة الاخفاق في منع محاولة الاعتداء على طائرة يوم عيد الميلاد، معلنا سلسلة اصلاحات في اجهزة الاستخبارات وأمن المطارات للتصدي لتنظيم القاعدة. وفيما كشف البيت الابيض مساء امس الاول اول تقرير حول اخفاقات اجهزة الاستخبارات والامن بعد محاولة الاعتداء التي استهدفت طائرة مدنية في عيد الميلاد، اكد اوباما ان مختلف الدوائر المعنية في الادارة و"المسؤولين عنها مسؤولون عن تطبيق تلك الاصلاحات". واضاف "الجميع سيتم تحميلهم المسؤولية في حال قصروا في هذا الامر". وقال اوباما في كلمة مقتضبة القاها في البيت الابيض "لست مهتما بالمآخذ بمقدار اهتمامي بمعرفة هذه الاخطاء وتصحيحها لننعم بسلامة اكبر. لانني في النهاية المسؤول الوحيد". وكان اوباما ندد الثلاثاء الماضي ب"اخفاق" اجهزة الاستخبارات الذي سمح لعمر فاروق عبد المطلب بالصعود على متن طائرة شركة نورثوست ايرلاينز التابعة لمجموعة دلتا اثناء الرحلة 253 من امستردام الى ديترويت وهو يحمل متفجرات لم يتم رصدها، في حين كان اسمه مدرجا على قائمة موسعة من الاشخاص الخطيرين تحوي حوالى 500 الف اسم”. واضاف "بصفتي رئيسا، اتحمل المسؤولية الكاملة عن حماية بلادنا ومواطنينا. وحين يخفق النظام فانني المسؤول". واوضح ان اجهزة الاستخبارات الامريكية لم تخفق في جمع المعلومات او تقاسمها، بل في تجميع مكونات المؤامرة التي كانت في حوزتها. وذكر اوباما ايضا بان الولاياتالمتحدة "تخوض حربا ضد القاعدة"، واعدا بان الارهابيين لن يتمكنوا من تغيير سلوك الامريكيين. وقال "نحن من يحدد سلوك بلادنا، وليس عصابة صغيرة من الاشخاص يريدون قتل رجال ونساء واطفال ابرياء". وكشف التحقيق ان والد النيجيري البالغ من العمر 23 عاما كان ابلغ البعثة الدبلوماسية الامريكية في نوفمبر بتطرف ابنه لكن الاجهزة المختلفة لم تتشارك في المعلومات ولم تستفد منها. واظهرت هذه "الاخطاء البشرية والامنية" التي ندد بها اوباما ان الولاياتالمتحدة تبقى عرضة لعملية ارهابية ضخمة، بعد اكثر من ثماني سنوات على اعتداءات 11 سبتمبر، وبالرغم من مليارات الدولارات التي وظفت في اجهزة الاستخبارات والامن، فضلا عن العمليات العسكرية في افغانستان والعراق. وذكرت صحيفة “لوس انجليس تايمز” امس الاول ان السلطات الاميركية تبلغت بوجود روابط بين عبد المطلب وتنظيم القاعدة بعدما اقلعت الطائرة. لكن مسؤولا امريكيا قال: "كانت هناك معلومات متفرقة حول عبد المطلب في مواقع مختلفة من نظام (المراقبة) قبل 25 ديسمبر. ولم تظهر اي معلومات فيما كانت الطائرة في الجو"، موضحا ان حرس الحدود رصدوا ادراج المشتبه به الحامل تأشيرة دخول امريكية على القائمة الموسعة من الاشخاص الخطيرين وكانوا يستعدون لاستجوابه لدى وصوله الى ديترويت". واصيب المعتقل بحروق بالغة لدى محاولة اشعال المادة المتفجرة، ووجهت اليه التهمة رسميا الاربعاء الماضي ب"محاولة القتل" و"محاولة استخدام سلاح دمار شامل".