لم يكن في حسبان السيدة «خلود» وهي تنتظر طفلها طيلة ثمانية أشهر، وهي تعد الأيام والساعات لتقترب من الشهر التاسع لتقر عينها برؤية مولودها البكر، وتراجع مع زوجها العيادة الطبية بانتظام والسعادة تملأ قلبها، إلى أن هزتها الفاجعة وحبست في داخلها الفرح المنتظر، حين أبلغوها أن جنينها الذي تحمله بين أحشائها طيلة سبعة أشهر سوف يطل على الدنيا «بنصف وجه وجمجمة مفتوحة وبدون معدة»، ولا مفر من نزعه من أحشائها بعملية قيصرية عاجلة. وأصرت السيدة سناء الشاذلي والدة «خلود» على التأكد من أن حفيدها مشوه بالفعل كما ظهر لطبيبة الأشعة التليفزيونية، وأخذت تهرول في ردهات المستشفى بحثا عن مخرج وإجابة من مسؤول يوقف هذيانها وخوفها على ابنتها التي جهزت لغرفة العمليات لتخليصها من جنينها المشوه، ولا زال الأمل يساورها حتى آخر لحظة بأن يكون التشخيص خاطئا، إلا أن طبيبا نزع منها الأمل الأخير بتأكيده تشخيص الطبيبة، في الوقت لم يظهر تصوير سابق للأم في مستشفى خاص أي بوادر تشير بتشوه طفلها ولم يمهلها الطبيب لإحضار ورقة التصوير للتأكد والمطابقة، وقرر إجراء العملية بقناعة كاملة بعد تشاوره مع طبيب آخر رجح وجهة نظر طبيبة التصوير، وحسب رأي الطبيب أن الماء حول الجنين قليل والمشيمة لا تقوم بتوصيل الدم ودليل نزول الماء من حول الجنين يؤكد أنه مشوه رغم نبضات قلب الطفل الطبيعية، وبناء على ذلك أجريت العملية، ليفاجأ الجميع بطفل جميل مكتمل الخلقة وبدون أي تشوهات التي ذكرها التشخيص. مضيفة الشاذلي بأنها لا تتهم نوايا الأطباء في إنقاذ الأم والجنين ولكنها أبدت تبرمها من الاستعجال والتشخيص الخاطئ واتخاذ القرار دون استشارة مما أضر بالجنين في عدم اكتمال رئته، كونه في بداية شهره الثامن، مشيرة أنها بعد رؤية حفيدها معافى خاليا من التشوهات المزعومة، توجهت للمدير الطبي لشرح تفاصيل الحادثة والذي تعاطف مع الوضع وأبدى انزعاجه من التشخيص الخاطئ وواجهها بالطبيبة المتسببة في الخطأ والتي عللت خطأها بمبررات غير منطقية في فتح بطن مريضة لمجرد الاشتباه والشك. وطالبت الشاذلي مسؤولي وزارة الصحة مراقبة سير العمليات القيصرية المتزايدة بسبب التشخيص الخاطئ لاسيما والشكوى من هذه القضية متشعبة ومستمرة في ظل التساهل في إجراء القيصريات ربما لأسباب تدركها الوزارة. وبعرض القضية على مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور خالد ياسين أكد انه سيتم متابعة الموضوع والتحقق من وضع المريضة في أسرع وقت لمعرفة الملابسات التي أدت للخطأ في التشخيص. كما أكد د.ياسين على تحديد يوم السبت والاثنين والأربعاء لمقابلة المواطنين في مكتبه في المديرية لسماع شكاواهم واقتراحاتهم على الخدمات الصحية في مستشفيات المنطقة.