كان د. ظافر ينافح في القضية ويعرض وهو متجاوز عن الاستذكار عن هوية الرجل الولائية أما حين وصل النائب (الإيراني) إلى هذا الحد ثارت لدى العراقي العاني قصة الوطن ومعنى الحدود والهوية والتراب والأرض العربية. منذ الأيام الأولى اكتسب هذا الرجل الذي يتدفق عروبة ووطنية وغيرة تشتعل في صدره مكانة في قلبي حيث أطلّ بعد ساعات محدودة وفي ذروة احتفال المحتلين الأمريكيين والإيرانيين بسقوط بغداد وتَحدّث في تلك الذروة الصعبة من المحنة ونشوة العدو واضطراب العرب وفاجعة بغداد الكبرى ليسمي بصوته العراقي الأجش الممتلئ برجولة أبناء الرافدين ويحدد المحتل الغاشم ويعطي الإضاءة الأولى والإنذارات عن المستقبل الذي زُج به العراق وكأنما كان يستشرف المستقبل , وحينما بدأ المحتلون وبصناعة إيرانية فائقة الدقة يحرقون الجسور ويشعلون الفتن الطائفية ليوطئوا الاحتلال السياسي مع شريكهم كان ظافر العاني يُحدد وجهة المؤامرة وينطق بوحدته الوطنية العروبية ثم يعلن للمزايدين أن نصف بيته بل حياته من الطائفة الامامية مذكرا بزوجته وشريكة حياته ليصفع أوغاد إيران الذين تسربلوا زورا وبهتانا بالعراق . وتألمت لمشاركته في العملية السياسية التي اختلف معه فيها جذريا لكنني كنت اعرف المتأول من التاجر من المضطرب من الجاهل أو العميل فكان ظافر والشيخ المجاهد الجنابي وغيرهم في دائرة هذا التفكير والمحاولة التي قدّروا فيها الموقف الذي اختلفت معهم فيه وكان لغيرهم بضاعة خاصة وأمرٌ حسم أصله في لندن وفي دستور بريمر واقتطعوا جزءاً في الكعكة السياسية فليسوا سواء ً . لكن ظافر بقي حديثه من داخل العملية السياسية لكنه يغرد خارجها لم تحتضنه فتقتل روحه هكذا قرأته , ولذلك حين كان ضيف إحدى الفضائيات وكان الموضوع عن حقل الفكة , جلست مُصغياً متابعاً وكانت المفاجأة وأقول: إنها لم تكن مفاجأة لي فقد عرفت القوم من متابعتي الإعلامية لقضية العراق ومن سفكوا دمه ولكنها مفاجأة للمشهد الإعلامي وبعض المتابعين , فمن المفترض أن يكون الضيف الحامل للجنسية العراقية في البرلمان يحمل الحد الأدنى للغيرة الوطنية , لكن النائب لم يُرد أن يُخالف الخط المتوقع من حكومة ... الدباغ هو ناطقها والمالكي رئيسها فإذا بالرجل يُشرّق ويُغرب في تهدئة الموقف والدفاع عن موطنه !! الجمهورية الإيرانية ...حتى وصل إلى أن الحقل مشترك ونطق التسمية الإيرانية وبأريحية لطيفة ومتسامحة..قال مولاهم : ولا نعرف نحسم التسمية والحدود إلاّ بتفاهم .! كان د. ظافر ينافح في القضية ويعرض وهو متجاوز عن الاستذكار عن هوية الرجل الولائية أما حين وصل النائب (الإيراني) إلى هذا الحد ثارت لدى العراقي العاني قصة الوطن ومعنى الحدود والهوية والتراب والأرض العربية فذكّر بالمعركة التي خاضتها القوات العراقية في حرب العدوان الإيراني عليه.. - وهي معركة بالمناسبة تاريخية ثبتت فيها مفرزة عراقية ثباتا أسطوريا في الفكة- ..وأشار ظافر لشظية في جسده من الحرب العراقية الإيرانية وعصف بالوغد العميل على الطرف الآخر.. هاتفاً ارض العراق ليست مشتركة وليست مشاعة وهويتها محددة ...الشظية أيُّها الوغد في جسدي.. والرصاصة لا تزال في جيبي..