عندما انسحب نخبة من العاملين بقطاع التعليم من لقاء مع امين جدة الحالي احتجاجا على ما يعرضه من مشاريع تشبه الاحلام من وجهة نظرهم لامهم البعض كثيرا على موقفهم غير المتحضر. وعندما قال البعض للامين “لا تغالي يارجل” فالامر مكشوف وانقذنا من الحفر والمطبات اولا ، اقسم بأن مشاريعه ليست على الورق كما يدعى منتقدوه وأن علينا الصبر 4 سنوات اذا اردنا ان نحيا حياة كريمة بدون حفريات او شبكة صرف صحى. ولم يكن الذين طالبوا بالكف عن اللمسات الجمالية قبل 35 عاما وتنفيذ مشاريع حقيقية لخدمة التنمية افضل حالا اذ تلقوا اتهامات عديدة منها عدم الفهم في فلسفة الجمال والتحديث حتى وإن لم يكن لديهم شبكة تصريف مياه تعد اساس التحضر المنشود. وعندما اراد البعض الانصاف وقالوا إن “شعار ابتسم انت في جدة “ ليس حقيقيا اذ ليس في شوارعها مايدعو للابتسام من الاصل هب اصحاب الشعار منتفضين مخرجين من اوراقهم الملونة دراسات وحكايات عن مايقولونه تطوير بخبرات اجنبية لاتعلم في جدة شيئا. اليوم .. الوضع مختلف ، التفاصيل كثيرة ، سقطت اوراق التوت ، مساحيق التجميل ، اقنعة التزييف والتجميل وبتنا على الحقيقة مرة انها امانة جدة التى خدعت الجميع بالمسكنات والمضادات فيما بقيت الاورام والامراض المزمنة كما هى واذا كانت ساعة الحساب حانت اليوم يبقى لسان حال الامانة والله حرام “ انا لم اكذب ولكنى كنت اتجمل “ الانطلاقة والأهداف الكبرى تتلخص الغاية من إنشاء أمانة محافظة جدة في تعزيز مكانة جدة الفريدة كبوابة للحرمين الشريفين لكي تصبح مركزاً حضارياً للثقافة الإسلامية، ومقصداً تجارياًً وسياحياً متميزاً بيئياً وإنسانياً، عالمي المستوى، في ظل تنمية عمرانية مُستدامة. وقد شهدت الأمانة، الذي يطل مقرها على كورنيش جدة القديم، تولى سبعة أمناء مسؤوليتها منذ إنشائها عام 1401 ه بدءا من المهندس محمد سعيد حسن فارسي (الذي كان رئيسا للبلدية منذ عام 1392 ه) وحتى اليوم الذي يترأس الأمانة فيه المهندس عادل فقيه، غير أن أمينين اثنين لم تتعد خدمتهم أكثر من عام، الأول هو الأستاذ محمد علي قطان الذي تولى مهام الأمانة خلفا لمحمد سعيد فارسي في عام 1407 ه، والثاني هو الدكتور عبدالفتاح بن أحمد فؤاد عبدالفتاح الذي تسلم الأمانة بتكليف لمدة ثمانية شهور فقط في عام 1421ه. تولى أول أمين لجدة المهندس محمد سعيد حسن فارسي مسؤوليته في الأمانة لمدة ست سنوات بدأت في عام 1401ه وانتهت في عام 1407ه (1981م - 1987)، وقد خلف المهندس محمد سعيد فارسي الأستاذ محمد علي قطان ليتولى أمانة جدة في عام 1407 ه، ثم الدكتور خالد محمد عبدالغني والذي تسلم عمله كمكلف في الفترة من 1408 ه حتى 1411ه (1988-1990) ثم بصورة رسمية من 1411 ه وحتى 1418 ه (1990-1997)، ثم الدكتور نزيه بن حسن نصيف الذي تولى مهام الأمانة لثلاث سنوات منذ عام 1418ه - 1421ه ( 1997م وحتى 2000 م)، ثم خلف الدكتور نصيف الدكتور عبدالفتاح أحمد فؤاد الذي تولى أمانة جدة في عام 1421 ه لمدة ثمانية أشهر تقريبا، ثم الدكتور عبدالله يحيى المعلمي ليتولى مهام الأمانة من عام 2001م وحتى عام 2005م، وأخيرا المهندس عادل فقيه الذى تسلم مهام عمله منذ عام 2005م وحتى الآن. وخلال هذه المسيرة الطويلة شهدت مدينة جدة العديد من الانجازات على أصعدة مختلفة وإن كانت قد طالتها انتقادات لاذعة ومستمرة بسبب تردى البنية التحتية للمدينة وقد أظهرت أزمة السيول الأخيرة والتي راح ضحيتها نحو 123 شخصا هذا التردي. البداية باللمسات الجمالية بدأت أمانة جدة جهودها باللمسات الجمالية وساهم فارسي في إحداث نقلة تطويرية وتجميلية لمدينة جدة مازالت آثارها باقية حتى الوقت الحاضر، ولكن كان ذلك على حساب الخدمات والمرافق الأساسية في المحافظة، ثم بدأت الأمانة تعانى لاحقا من مشكلات واضحة من أهمها الروتين والتعقيدات الإدارية، وعلى الرغم من الشعار الذى وضعته في تلك الفترة «ابتسم انت في مدينة جدة» إلا أنه لم يكن ملموسا بالشكل الواضح على ارض الواقع، وشيئا فشيئا تطور مفهوم العمل الإداري لتشهد الأمانة تنفيذ المخطط الاستراتيجي للمحافظة فوضعت العديد من الدراسات والأفكار الطموحة، إلا أن التعقيدات أيضا وقفت حائلا دون تنفيذها بالشكل الأمثل. وشهدت الأمانة بعد ذلك البدء في تنفيذ مشروعات تطويرية ضخمة للبنى التحتية، ونتيجة لذلك عانت شوارع جدة الكثير من الحفريات والاختناقات، وكان «شعار من اجل جدة غدا أجمل» ملاحظا وواضحا مع انطلاقة المشروعات، غير أن الانتقادات أيضا طالت الدراسات التي قامت على أساسها مشروعات حيوية، ثم ازداد الطموح شيئا فشيئا، وبدأت الدراسات وأفكار المشروعات العملاقة للبنى التحية في جدة تزداد قوة، حتى تحدث البعض عن إمكانية تحقيق رؤية الأمانة في تحويل جدة إلى مدينة عالمية بخدمات متكاملة وتنمية عمرانية مستدامة. وقد قامت الأمانة بإنجاز العديد من المشروعات التطويرية خلال تاريخها، وتشمل المشروعات الحالية تطوير منطقة الرويس وهي ثاني المناطق العشوائية التي تم البدء في تطويرها حيث تم تأسيس شراكة بين «شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني» و»شركة تحالف الرويس للتطوير العقاري» في عام 2008م، سميت هذه الشراكة فيما بعد «بشركة الرويس العالمية للتطوير العقاري»، وهي المسؤولة عن تطوير المنطقة. وتقوم الشركة بإعداد الدراسات المطلوبة ومن ضمنها المسح العقاري، المخطط العام، دراسة السوق والدراسات الاقتصادية و الاجتماعية. وهناك مشروع تطوير منطقة قصر خزام وتنمية وتطوير المناطق العشوائية فيها ، مع تأمين وتنفيذ المرافق العامة والبنية التحتية للمنطقة ودعم التنمية الاقتصادية ومعالجة المشاكل الاجتماعية والبيئية والعمرانية، كما تنفذ الأمانة حاليا المشاريع التنموية الكبرى بمنطقة مكةالمكرمة. وتواصل أمانة محافظة جدة حاليا أعمالها في إنشاء القناة الإسمنتية لسد السامر لتصل بين نهاية الأنابيب وبداية قناة السيل الشمالية، كما تقوم بتدعيم خط الأنابيب ووضع بعض الأجزاء منه تحت الأرض تمهيدا لتفريغ مياه السيول المتجمعة خلف السد الاحترازي إلى سد السامر ومنه إلى مجرى السيل الشمالي. مردم النفايات وقد واجهت أمانة جدة العديد من المشكلات الأخيرة، ففي الثالث من نوفمبر2007م اندلعت حرائق في مردم النفايات القديم شرق جدة والذي تزيد مساحته عن 4 ملايين جراء إشعال عدد من المتخلفين النيران في الموقع لإخراج النحاس من الإطارات التالفة . وتضرر الأهالي الذي يقطنون الأحياء المجاورة للموقع وعددها 20 حيا من تصاعد الأدخنة والمواد السامة، وانتقد فيه الدفاع المدني أمانة جدة مشاركتها بوايتات الصرف الصحي لإخماد الحرائق ، فيما استمرت مشكلة اشتعال الحرائق لعدة أشهر. ومع بداية عام 2004 بدأت مشكلة انتشار حمى الضنك في الظهور جراء انتشار المستنقعات والمياه الآسنة في الشوارع وبحسب مدير صحة جدة فقد كان معدل الإصابة بالمرض 8 حالات يوميا وفي نهاية يناير 2006م ارتفعت حالات الاشتباه بالمرض إلى 600 حالة في مدينة جدة ، وارتفع معدل الإصابة بالمرض ذروته في نهاية العام 2007م حيث وصل العدد إلى 82 حالة أسبوعيا ثم بدأ المعدل بالانخفاض ولا تزال المشكلة قائمة حتى هذا العام. وفي نوفمبر 2002م صدرت التوجيهات بتشكيل عدة لجان للوقوف على طبيعة مشكلة بحيرة المسك شرق الخط السريع ودراسة أبعادها وطرح الحلول اللازمة للقضاء عليها نهائياً. وتكمن الخطورة في انهيار السد لا سمح الله نتيجة تزايد المياه في البحيرة بسبب الأمطار وأكثر الأحياء عرضة للمخاطر هي أحياء التوفيق والسامر والأجواد والصفا والرحاب وبني مالك. وخلال عام 2009 ازدادت مشكلة الأراضي في جدة وفى يونيو أصدرت أمانة محافظة جدة أخيرا قرارا إداريا بتشكيل لجنة الأراضي الحكومية التي تحدد مهمتها في دراسة طلبات الجهات الحكومية، وتحقيقها وفق المعايير التخطيطية من حيث المساحة المطلوبة، ومميزات الموقع التخطيطية، ونطاق الخدمة الذي تقتضيه بما يكفل الاستغلال الأمثل للأراضي الحكومية. وفى الثامن والعشرين نوفمبر وجه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة بتشكيل لجان تضم إلى جانب الإمارة القطاعات ذات العلاقة دراسة أسباب المشكلة التي حدثت بعد أمطار الأربعاء الحزين على مدينة جدة ومدى قدرة مشاريع تصريف السيول استيعاب كميات مياه السيول والأمطار، وتحديد الأحياء غير المشمولة بشبكات تصريف. وأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الثلاثين من نوفمبر بتشكيل لجنة مختصة للتحقيق وتقصي الحقائق في أسباب فاجعة السيول التي طالت أنحاء من مدينة جدة، وتحديد مسؤولية كل جهة حكومية أو أي شخص ذي علاقة بها.