لقد سجل التاريخ لقاء قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية -يحفظهم الله ويرعاهم- في دولة الكويت، لقاء الثلاثين من عمر مجلس التعاون منذ انطلاقته الأولى عام (1981م). ثلاثون عاماً من الإنجاز، وثلاثون عاماً من التحديات، وثلاثون عاماً من الطموح، وثلاثون عاماً من الإصرار والمثابرة، منذ التأسيس وقادة الدول الست يسعون عبر الأجهزة واللجان المعنية إلى تطوير وتنمية الإنسان والاهتمام بخدمته ورفاهيته وكل ما يحيط به، وهم فخورون بما حققه مجلس التعاون من إنجازات، وما اتخذه من قرارات تصب في مصلحة المواطن الخليجي. ولقد حظيت القمة بمناقشة مستفيضة من قبل القادة نظراً لما لتلك التطورات من انعكاسات مؤثرة على مختلف الأوضاع بدول المجلس، وبما في ذلك الأوضاع الاقتصادية، ولا سيما تأثيرات الأزمة المالية على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. وتؤكد القرارات التاريخية التي أتخذها أصحاب الجلالة والسمو قادة المجلس خلال الأعوام الماضية، قناعتهم التامة بأن هذا المجلس قد ولد ليبقى صرحاً وانجازاً تاريخياً، باعتباره جسر العبور للحاق بركب التطور والتقدم الذي يشهده العالم، وهو الشيء الكفيل بتخصيص مكتسبات دول المجلس وانجازاتها وحمايتها من أية هزات أو أزمات، كما تؤكد تلك القرارات على الإدارة المطلقة نحو بناء الإنسان والمجتمع الخليجي، وتحصينه من تداعيات الأزمات العالمية وانعكاساتها الخطرة. ولقد أصبح المواطن في دول الخليج يعيش حقيقة الإنجازات التاريخية التي تحققت على أرض الواقع، سواء بالانتقال من الدول بالبطاقة، أو تملك العقار بكل أنواعه، أو الاستثمار، أو الاكتتاب، أو المساهمة في تأسيس الشركات، وتوفير الحماية التأمينية، وحقوق المواطنة الكاملة، أو ممارسة الأنشطة الاقتصادية التجارية، ومزاولة المهن والحرف بكل أنواعها، وتوفير الاستقرار النفسي والأمني والاجتماعي، واستقرار رؤوس الأموال والسوق الخليجية المشتركة. وأن المتابع والمطلع على قرارات المجلس يشعر بالفخر والاعتزاز عندما يقف قادة الخليج يداً واحدة في وجه كل من يحاول المساس بأراضيها وكيانها، ولقد كان تضامن دول الخليج التام مع المملكة العربية السعودية والدعم المطلق لحقها في الدفاع عن أراضيها، وامن مواطنيها كان له أكبر الأثر، لأن خليجنا واحد ودربنا واحد. أيضاً لتشجيع إقامة المشروعات المشتركة، وزيادة الاستثمارات البيئية للإسهام في تحقيق التكامل الاقتصادي، واستكمال دراسات إنشاء مشروع ربط دول المجلس بقطارات سكك حديدية لنقل الركاب والبضائع، والاهتمام بالتعليم، والمساواة في المعاملة بين مواطني دول المجلس، ودعم التطوير والتدريب في مختلف مجالاته، وإنشاء قوة خليجية للتدخل السريع، وإقرار الإستراتيجية الدفاعية لمجلس التعاون، وتطوير قدرات قوات درع الجزيرة، وتعزيز الأمن الغذائي والمائي، وأهمية إنشاء مركز دراسات الأمن الغذائي بهدف تقييم هذه المشكلة، ودراسة مشروع إنشاء مركز خليجي لمراقبة انتشار الأوبئة على غرار مركز مكافحة الأمراض (سي.دي سي) ومشروع الربط الكهربائي الذي حضر حفل تدشينه قادة دول مجلس التعاون. تلك الليلة الخليجية الخالدة التي تتعانق بها القلوب، ملوكاً وأمراء وشيوخاً وشعوباً لتحقيق الحلم المنتظر..أيضاً تلك الليلة التاريخية التي جمعتنا على درب الخير والمحبة، وتلك اللحظات التي جعلت أطفال الخليج بقيادة الطفل الموهوب (حمد بوناشي) يقف أمام هامات الخليج يشدو بكلمات عذبة، نعم لقد كانت رسالة إعلامية موجهة مفعمة بالإبداع والشعور الوطني الصادق النابع من قلوب أطفالنا ومن أجل أماني خليجنا.. نعم كم كانت تلك اللحظات مؤثرة ومعبرة عندما يقف هامات الخليج أمام هذا الطفل وأطفال الخليج، لحظة ابوية حانية وصادقة تسجل في صفحات التاريخ. حفظ الله قادتنا وخليجنا من كل مكروه وأدام نعمة الأمن والأمان والسلم والسلام والرقي والاستقرار لشعوب خليجنا.