** في تاريخ حركة التحديث الشعري العربي أسماء ورموز قادت أو نادت بحركة تجديدية ودعت إليها.. وسجّل التاريخ الأدبي والنقدي أن تلك الشخصية قد قامت بدور تجديدي في تاريخ الإبداع الشعري؛ ثم ما يلبث الأمر أن يتكشف عن “نكوص” في شخصية تلك الشخصية الرائدة المبدعة..!! ** عندما ظهرت حركة “شعر التفعيلة” كانت “نازك الملائكة” رائدة في مجال “شعر التفعيلة”، وسجّل لها التاريخ النقدي هذه الريادة : رائدة مجددة؛ ثم ما لبثت الأيام أن كشفت عن أمرين : - أولاهما : ولع نازك الملائكة “بالعروض”. - نظام بحور خليلي يختص بالشعر العمودي إلى درجة كبيرة، وجاء نظام التفعيلة كاسرًا لهيمنته. - وثانيهما : وهو الأهم: معارضتها العجيبة ل“القصيدة النثر” وسخريتها منها، وكان الأحرى أن ترحب بها شكلاً شعريًّا جديدًا.. ** والأنموذج الآخر الأعجب يبدو في الأستاذ : “العقاد”؛ الذي نادى بالتجديد الشعري من خلال مدرسة “الديوان”؛ حيث شنّ هجومه الصارخ على شوقي، ونادى بنظرية شعرية جديدة.. ثم ما لبثت الأيام أن كشفت عن “نكوصه التجديدي” عندما ظهرت “قصيدة التفعيلة” في مصر على يد صلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطي حجازي، فإذا بالعقاد يهاجمهما، ويرمي شعرهما بالنثرية، ويحوله إلى لجنة “النثر” على أساس أنه نثر.. فهذا أمر نكوصي عجيب.. ترى لو عاش العقاد إلى زمن “قصيدة النثر” ماذا كان سيقول عنها.. وإلى أي جهة كتابية يحولها.!!