رافقت "المدينة" يوم أمس فريق الطيارين التابعين لطيران الدفاع المدني في جولة جوية على أجواء محافظة جدة لتفقد ورصد أثار السيول الأخيرة، وذلك بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على تلك الكارثة. ورصدت عدسة "المدينة" من الجو بحيرات ومسطحات مائية تجمعت جراء السيول القادمة من الشرق، والتي تقترب أكثر ما تكون من بحيرة الصرف الصحي "بحيرة المسك" إضافة إلى استمرار معاناة الأحياء المتضررة من تكدس أكوام النفايات وبقايا الأثاث في بعض الشوارع الفرعية، علاوة على امتلاء الشوارع ببقايا الطين والوحل التي غيرت لون الإسفلت من الأسود إلى اللون الطيني. وكشف المتحدث الإعلامي بالدفاع المدني العميد محمد بن عبدالله القرني أن أكبر البحيرات التي ظهرت بعد كارثة سيول جدة هما بحيرتا الحرازات والصواعد، مشيرًا إلى أن فرق البحث من الغواصين لاتزال تعمل لاكتشاف أي حالة غرق لمواطنين أو مقيمين داخل مياه البحيرات المائية الست التي ظهرت شرق طريق الحرمين، وأبان أن تلك الفرق قامت خلال الفترة الماضية بمسحها بالكامل ولم يتم اكتشاف أي حالة غرق فيها، إضافة إلى خلوها من السيارات الغارقة. وأبان في حديثة ل "المدينة" إلى ان تلك البحيرات لم تعد تشكل أي تهديد لسكان أحياء شرق طريق الحرمين، حيث تم عمل جميع الاحتياطات اللازمة لمنع أي خطر لا قدر الله، وأبان أن ردم تلك البحيرات جارٍ بعد التأكد من خلوها من أي جثة غارقة، وأشار في ذات الوقت إلى أن أعمال البناء جارية للسد الجديد بالتنسيق مع الدفاع المدني حيث إن جميع تلك المناطق المتضررة تحت مظلته الآن. السد الاحترازي آمن ومن جانب آخر قال مدير المركز الإعلامي بأمانة جدة احمد الغامدي أن وضع السد الاحترازي لبحيرة "المسك" أصبح آمنًا من الانهيار ولا تهديد لسكان أحياء شرق الخط السريع، وعددها 17حيًّا ذات كثافة سكانية عالية. وحسب أقوال مصدر مسؤول في الأمانة فان 45 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي يتم تسريبها من البحيرة لتخفيض منسوبها من المياه التي صبت فيها من وادي عسيلاء اثر هطول الأمطار الأخيرة على محافظة جدة. تباطؤ امانة جدة وأبدى عدد من سكان تلك الاحياء استغرابهم لاستمرار ما وصفوه ب "تباطؤ" امانة جدة في شفط المياه التي تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة وتهديدًا مباشرًا على اساسات العمائر السكنية، وتخوفوا من تهديد تلك البحيرات التي تقف على مشارف احيائهم. وقالوا في حديثهم ل "المدينة" إن القلابات الكبيرة تقوم حاليا بردم البحيرة التي ظهرت غرب منطقة التشليح، دون التأكد من كونها تحتوي على سيارات غارقة أو جثث غمرت بالمياه قد يكون جرفها السيل إلى تلك البحيرة الكبيرة. وشددوا على أهمية رش المسطحات المائية بالمبيدات الحشرية. تخفيض منسوب المياه الجوفية من جانب ذي صلة قال رئيس بلدية بريمان الفرعية المهندس جمال بن حسن عبدالدائم أن أمين جدة اعتمد مؤخرًا قبيل كارثة السيول عددًا من المشاريع الهامة تتضمن شبكات لتخفيض منسوب المياه الجوفية في الأحياء التي تدخل في نطاق البلدية مثل المنار، الاجواد وغيرهما، مشيرًا إلى أن العمل جارٍ لشفط المياه في البحيرات، مع استمرار عمليات الرش بالمبيدات الحشرية صباحًا ومساءً.