ولد الشيخ منتظري عام 1922 في مدينة نجف اباد التي تبعد مسافة 24 كيلو مترا عن مدينه اصفهان وسط ايران وانتقل عام 1941 الى مدينة قم لاكمال دراسته فى الحوزة العلمية. ويعتبر المرجع منتظري، من المشاركين في ثورة الخميني، وحكم عليه بالإعدام في عهد الشاه سنة 1975، لكن تم إطلاق سراحه بعد ثلاث سنوات. وقد شغل منصب نائب الخميني قبل أن يعزله الاخير بسبب خلافات حول عناصر مقربة منه ومواقفه التي لم تكن تنسجم وروح الثورة الإيرانية. وقد فرضت عليه الإقامة الجبرية المؤقتة في منزله بمدينة قم وبعدها واصل منتظري عمله كاستاذ في الحوزة العلمية، واتخذ مواقف منتقدة لحكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التي اتهمها بالديكتاتورية بعد إعادة انتخاب أحمدي نجاد في حزيران/يونيو. وأفتى منتظري بوجوب التصدي لحكومة الرئيس نجاد لانها حكومة غير شرعية وغير قانونية (حسب ماجاء في بياناته على موقعه الالكتروني) وانتقد أكثر من مرة نظام الانتخابات في إيران، ورأى أنه في ظل هذه الظروف وبدون تنافس حقيقي وعادل فإن المسؤولين المنتخبين لا يحققون آمال الشعب. مؤكدًا أنه إذا فقد الحاكم وبقية المسؤولين العدالة والأمانة، وقام بقمع الأكثرية من الشعب فإن ذلك يعني عزل الحاكم أو المسؤول تلقائيًا. وألمح إلى أن الحكومة الحالية غير شرعية، وعلى الشعب إسقاطها بحسب «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر». وفي رسالته الجوابية للمرشح ميرحسين موسوي دعا منتظري قادة المعارضة الى مواصلة نشاطهم المعارض ولكن في اطار الدستور وعدم ترك الساحة السياسية. كما كان منتظري من منتقدي السياسات الخارجية للرئيس أحمدي نجاد، وكان يرى أن أخطاء الثورة الإسلامية واستفزازات حكومة نجاد وضعت البلاد في مواجهة مع الغرب وهو ما أدى إلى العقوبات المفروضة ضد إيران، وذلك دون النظر لتبعات هذا على الشعب. وعلى الرغم من مكانته الدينية في البلاد إلا أن النظام كان يعتبره «منشقا» و«علمانيا» ولهذا لم يول التلفزيون الإيراني أهمية خاصة لرحيله فيما ظلت الدوائر الإصلاحية تدعمه، ووفقا لوكالة أنباء «فارس» فإن آية الله العظمي يوسف صانعي، المعارض لأحمدي نجاد والقريب من المعارضة الإصلاحية، من القلائل من بين الصفوة الدينية الذي أعربوا عن حزنهم لرحيل منتظري. وأصيب منتظري عام 2001 بأزمة قلبية حادة بعد قضاء حكم بالبقاء خمسة أعوام رهن الإقامة الجبرية، وظل على إثرها في المستشفى لفترة طويلة ورغم العزلة السياسية والوضع رهن الإقامة الجبرية لأكثر من عشر سنوات إلا أن منتظري ظل رمزا دينيا يحظى بالتقدير بوصفه أحد المرجعيات الدينية.