منذ اختياره رئيسًا للجنة الفنون التشكيلية بفرع جمعية الثقافة والفنون في تبوك في العام 1426ه وضع الفنان راشد الزهراني نصب عينه أن يكون أهلاً للثقة التي أوليت إليه بتقدم كل ما من شأنه أن يحوز على رضا فناني منطقة تبوك؛ غير أنه اصطدم بواقع غير ما كان يحلم به كانت حصيلتها نشاطا متقطعا للجنة لم يكن بقدر الطموح متمثلا في ندرة المعارض المقدمة والمشاركات الخجولة خارج محيط المنطقة..، ويبرر الزهراني ذلك بقوله: لابد أن أشير أولاً إلى أنني قدمت ما بوسعي خلال فترة رئاستي للجنة الفنون التشكيلية بجمعية تبوك، غير أن عدم وجود الدعم المادي الذي يسد لأقامة أي نشاط كان من أكبر العوائق التي واجهتنا، يضاف إلى ذلك ندرة في وجود الصالات والمعارض التشكيلية في المنطقة الشمالية؛ حيث تقل عن غيرها وذلك لعدة أسباب من أهمها عدم وجود صالات عرض فهي محصورة في صالة أو صالتين، وغير متاحة للجميع في أي وقت، وأيضًا عدم وجود اهتمام بهذه المعارض الفنية الجميلة التي تنم عن قدرات فنية كبيرة، بجانب قلة الدورات والندوات التي تشجع على الفنون التشكيلية؛ علمًا بأنه يوجد عدد كبير من الفنانين التشكيليين والتشكيلات بالمنطقة. كذلك الفن التشكيلي بمنطقة تبوك ينقصه الإقبال الجماهيري الواسع، فلا يوجد الإقبال المؤمل له سواء على المعارض الشخصية أو الجماعية، فجميع من يهتم هم الفنانون وذووهم، ونقص الصالات التي تهتم وترعى المعارض التشكيلية وعدم وجود دعم كافٍ لاإقامة المعارض والدورات التدريبية، وكنت أتمنى أن تكون هناك مسابقات في هذا المجال، كما ينقصه أيضًا الاهتمام الإعلامي.. خطة مرسومة وحول اكتفاء معارض الجمعية على قلتها بمنطقة تبوك فقط وعدم مشاركتها في المدن السعودية الأخرى؛ يتابع الزهراني حديثه مضيفًا: لقد وضعنا نحن في اللجنة التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون بتبوك بخطة مدروسة تقيدنا بها ولا نستطيع الخروج عنها، وهي خطة راعينا فيها حجم إمكانياتنا التي تسيّر لنا العمل داخل منطقة تبوك بمحافظاتها، وهي ميزانية بالكاد تحقق جزءًا من خطتنا المرسومة، لذلك فليس بإمكاننا حاليًا أن نشارك في أي معرض في أي من مدن المملكة، وإن كنا نتطلع إلى ذلك.. وأعود إلى التأكيد أننا نسير على خطط مدروسة من الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالرياض فمن الصعب أن نتخذ أي قرار أو عمل أي نشاط خارج هذه الخطة؛ إلا بوجود شركات أو مؤسسات ترعى نشاطنا، أو ممن يدعم هذه المواهب والأخذ بأيديهم، فالدعم المتاح غير كافٍ لإقامة عدد من النشاطات سواء معارض تشكيلية أو دورات تدريبية. مسيرة ومنجزات وحول بداياته وتجربته في مجال الفن يختم الزهراني قائلاً: لقد كنت منذ طفولتي وأيام دراستي في المرحلة الابتدائية أمارس الرسم بطريقة لفتت من حولي إلى موهبتي آنذاك، ومن ثم حظيت بتشجيع أهلي وأصدقائي وأساتذتي في المدرسة الأمر الذي كان له أكبر الأثر في مسيرتي. وأذكر أني بدأت بقلم الرصاص والألوان المائية ثم انتقلت إلى الألوان الزيتية. وكانت ولا تزال تستهويني الطبيعة ووجوه الأشخاص بما تحمله من تعابير مختلفة وتشحن في داخلي حب الرسم ووجدت نفسي دون أن أدري أعشق الرسم والفن عمومًا، ليصبح الفن هو متنفسي الوحيد، وقد حصلت على دورات فنية في الرسم الزيتي والرسم بالألوان المائية وتقنياتهما المختلفة، وقد وجدت أنني محب للتنوع والبحث عن الجديد والمميز، لقد مررت على كافة المدارس التشكيلية على اختلافها؛ علمًا أنني في أغلب إعمالي أميل إلى المدرسة التأثيرية والواقعية. ويتابع الزهراني حديثه مضيفًا: وكانت محصلة منجزي في مجال التشكيل أنني حصلت على العديد من الجوائز التكريمية، في أكثر من دولة عربية وأجنبية، رغم أنني أعتبر الجوائز والشهادات التكريمية آخر اهتماماتي، لأن النجاح الحقيقي للفنان هو في انتشار أعماله، وقبولها لدى المتلقي. وخلال مسيرتي أشرفت على عدد من الفعاليات أهمها إقامة دورة في التصوير الزيتي للفنانين والموهوبين بمنطقة تبوك، ومعرض التراث السعودي الغول بالمنطقة الذي شارك فيه نخبة من الفنانين التشكيليين بالمملكة والذي دشنه وزير الثقافة والإعلام سابقًا الأستاذ إياد بن أمين مدني حيث قدم شكره وتقديره لجميع الفنانين المشاركين بهذا المعرض، وأيضًا معرض لؤلؤة الشمال لفناني منطقة تبوك والذي استضاف فيه جمعية الملك خالد الخيرية للأيتام ومستشفى الملك خالد العسكري للمعاقين ومشاركتهم بالمرسم المصاحب للمعرض والتي أحسست فعلاً بأنها أفضل وأبرز الفعاليات التي أشرفت عليها.