دعا الدكتور سعد البازعي إلى تقليل عدد الكليات والأقسام التي تدرس العلوم الإنسانية أو النظرية واستبدالها بكليات وأقسام للعلوم التطبيقية والمهنية، مرجعًا أسباب دعوته لضعف الإدراك والتفعيل لدور تلك العلوم في جامعاتنا ومناهج التعليم، وأنها وفدت إلى الثقافة العربية المعاصرة من أوروبا عبر الترجمة والبعثات والاستعمار خالية من الفلسفة والتطور التاريخي، لذلك لم تستطع أن تكون بنفس الفعالية في حياتنا كما كانت في موطنها الأصلي. جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها البازعي بأدبي المدينةالمنورة تحت عنوان «علومنا الإنسانية إلي أين»، وأشار فيها إلى أن بقاء العلوم الإنسانية على وضعها الحالي في مناهجنا الجامعية سيفضي بها لا محالة إلى اللاشيء لأنها لا تكاد تتجاوز كونها ركاما من المعلومات المستعارة. مدللاً على ذلك بعرض جملة من الأمثلة خلص منها إلى «أننا مجتمع يرى هامشية العلوم الإنسانية» وعلى هذا ف»مكانها الحقيقي خارج التأثير وخارج التاريخ»، مؤكدًا ضرورة كسر الدائرة المفرغة لتنطلق منها العلوم الإنسانية وتفرض احترامها على المجتمع والنهوض بخدمة المعرفة والحضارة.