في البداية أود أن أبارك لوطني الكبير حكومة وشعباً دون استثناء بنجاح حج هذا العام والذي كان استثنائياً ومغايراً للمواسم السابقة لعدة أسباب سوف أتطرق لها :..... مادفعني للكتابة عن هذا الموضوع هو تلك المشاعر والأحاسيس التي انتابتني أثناء مكالمتي لأخي وشقيقي والذي يرابط بأرض الشرف والعزة على الحد الجنوبي للمملكة اتصلت به في ليلة العاشر من ذي الحجة لأطمئن عليه وأنقل له دعواتي ودعوات الأمة السعودية وكذلك استنهض مشاعره لرفع الروح المعنوية له ولزملائه ...... وإذا بي أسمع أصوات تبادل إطلاق النار لدحر المعتدي هناك ...... ومن خلال شاشة التلفاز التي أمامي أرى جموع الحجيج وقد بدأوا نفرتهم من عرفة إلى مزدلفة ملبين تحفهم رحمة الله ثم عناية هذه الحكومة الرشيدة ...... وفي نفس الوقت أقرأ من خلال الشريط الإخباري بعض الأخبار عن ضحايا السيول في جدة وقبل هذا وذاك ما كتب عن مرض (AH1N1) وما صحِبه من ضجة إعلامية ...... ناهيك عن محاولة البعض لتسييس الحج لأسباب (كلنا نعرفها) ...... ، في هذه الأثناء ذهبت بعيداً للحظات أتأمل ما يدور هنا وهناك في وطني الكبير أقسم بالله أنه في تلك اللحظة لم تحملني قدماي وشعرت أن هامتي قد عانقت عنان السماء وشعرت بالفخر وعظمة هذا الوطن وأيقنت أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا . تأكدت أن هذا الوطن قد حباه الله قيادة رشيدة وحكيمة تقوده إلى سلالم المجد إذ لم تؤثر كل هذه الأحداث ( خاصة فاجعتي حرب الجنوب وكارثة أمطار جدة) على هدوء قيادته واتزانها في صنع القرار في الوقت المناسب ولم يصرفها عبث العابثين عن أداء دورها القيادي الديني في خدمة الحجيج حيث قدمت كافة الخدمات لهم ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة ولا أحد من ضيوف الرحمن مستثنى من ذلك العطاء والسخاء من لدن القيادة الرشيدة ولستُ في صدد سرد ما تقدمه الدولة لضيوف الرحمن فهو معروف لدى الجميع ولا يستطيع أحد إنكاره ....أسأل الله أن يحفظ لنا وطننا ويديم عز قيادتنا ويديم علينا نعمه الأمن والأمان وحق لنا أن نفخر بهذا الوطن وبقيادته الحكيمة وإلى الأمام يا وطن العز والإباء .