أعلن معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة انطلاق القناة الثقافية السعودية يوم الجمعة المقبل وهي قناة تعنى بالحوار والثقافة إلى جانب ثلاث قنوات أخرى هي: “قناة القرآن الكريم من المسجد الحرام، وقناة السنّة النبوية من المسجد النبوي الشريف، والقناة الاقتصادية»، وذلك بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين تعبيراً منه حفظه الله عن الدور الكبير الذي تقوم به الثقافة في نهضة الأمم والشعوب وإيماناً بأن الثقافة هي الطريق الأنجح لإقامة الجسور بين الشعوب، وستعنى القناة بالثقافة والحوار. جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال افتتاحه صباح أمس نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مؤتمر الأدباء السعوديين تحت عنوان “الأدب السعودي.. قضايا وتيارات” والذي يقام بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض وتنظمه وزارة الثقافة والإعلام بمشاركة أكثر من 500 أديب وأديبة ويستمر حتى 17 من الشهر الجاري. وأضاف خوجة في كلمته إن هذا المؤتمر يتبوأ مكانة سامقة ومنزلة رفيعة من الرعاية السامية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الذي أنقل لكم تحياته وتمنياته بأن يخرج المؤتمر بما يعود بالنفع والخير على بلادنا، وأوضح أن الفترة ما بين المؤتمر الأول والثالث مليئة بالتحولات وهي تحولات جذرية في حياتنا الثقافية وكان منها اتساع دائرة الأدب والكتابة في مختلف مناطق المملكة وصعود نجم المرأة الكاتبة بقوة لم تكن معهودة من قبل وبلورة الخطاب النقدي وولادة قصيدة النثر إلى جانب اشتعال الخصومة الأدبية بين دعاة التجديد ودعاة الأصالة، ومن ثم انفجار الرواية في السعودية وصعود الأدب الإلكتروني. واختتم خوجة كلمته بتقديم الشكر الجزيل لوكالة الوزارة للشؤون الثقافية واللجان المساندة للمؤتمر والمثقفين والأكاديميين. هوية انعقاد جديدة بعد ذلك ألقى رئيس المؤتمر الدكتور عبدالعزيز السبيّل وكيل الوزارة للشؤون الثقافية كلمة قال فيها: يعود مؤتمر الأدباء السعوديين للانعقاد بتشريف منكم معالي وزير الثقافة والإعلام وبحضور المئات من أهل الفكر والأدب والثقافة، وأضاف: ربع قرن بين المؤتمر الأول والثاني وإحدى عشرة سنة بين الثاني والثالث، غير أن المؤتمر سيكون منتظماً في انعقاده بدءاً من هذه الدورة إن شاء الله، حيث صدرت الموافقة السامية الكريمة بأن يتم عقد المؤتمر كل عامين في مدن مختلفة من مناطق المملكة، وأن تتولى وزارة الثقافة والإعلام الإشراف على جميع دوراته، ولعل ذلك يمنحه هوية انعقاد جديدة بمؤازرة ودعم من أصحاب الشأن، الأدباء والأديبات، الذين يمثلون المالك والموجه لهذا المؤتمر. وبيّن أن السبب في تأخير انعقاد الدورة الثالثة بدافع أن يكون الموضوع ذا أفق أوسع من حيث الزمن والفنون والاتجاهات ولذا أصبح عنوان المؤتمر “الأدب السعودي.. قضايا وتيارات”. وتساءل السبيّل هل المؤتمر للأدب السعودي أم للأدباء السعوديين؟ وتبلورت الإجابة باتجاه أن يكون للأدب السعودي وللأدباء السعوديين باعتبار ما ينتجونه من النقد والإبداع وهو منتج يملك الجميع حق المشاركة فيه، ولذا يسهم معنا في المؤتمر باحثات وباحثون عرب يستحقون منا الشكر والتقدير. وأشاد السبيّل بجميع الأخوات والأخوة الباحثين الذين أثروا المؤتمر ببحوثهم وتفضلت اللجنة العلمية بفحصها وتحكيمها فأجازت منها خمسين بحثا يتمحور هذا المؤتمر حولها، وأشار إلى أن المرأة لها النصيب الكبير وهو أحد عشر بحثا بعد أن كانت خمسة بحوث فقط في المؤتمر الثاني، ونجح المؤتمر في هذه الدورة بإصدار سبعة كتب حول الأدب السعودي، خمسة منها لخمس باحثات يمثلن جامعات مختلفة. وأوضح أن المؤتمر يصاحبه معرض كتاب للأندية الادبية ولجهات حكومية ودور نشر تركز بشكل أساسي على الأدب السعودي إبداعاً ونقداً. وأكد أن هذا المؤتمر يمثل أنموذجاً للوحدة الوطنية تؤكدها القيادة دوما ونسعى جميعا إلى تحقيقها. حضور المبدع مهم ثم ألقت الدكتورة خيرية السقاف كلمة المشاركين في المؤتمر أشارت فيها إلى أن المؤتمر الأول واجهته العديد من التحديات وما كانت أشد ضراوة من هذه التي تحيط ولا تعددت لها منافذ ولا اتسع سديم رحاها بمثل ماعليه في هذه الحقبة التي نعيشها ولم يكن في الأدباء والمبدعين من هو على رخاوة في العود أو تهاون باللغة. وطالبت السقاف أن يكون في المؤتمرات المقبلة المجال الأوسع للمبدع وأن لا تنصب على الأكاديميين وحدهم، حيث إن المبدع له حضوره الفاعل وصوته المنبري وأداؤه التفاعلي، وشكرت في نهاية كلمتها وزارة الثقافة والإعلام لجهودها المبذولة في الحركة الثقافية في المملكة. بعدها ألقى الشاعر الدكتور صالح بن سعيد الزهراني قصيدة بعنوان: “شغب لذيذ” قال فيها: من أين أبدأ عشقا ماله طرف وكيف أنصف من أهوى وانتصف وكيف أعبّر والآفاق عاصفة وكل منعطف يتلوه منعطف تكريم أدباء ومثقفين في نهاية الحفل قام وزير الثقافة والإعلام بتكريم عدد الأدباء والمثقفين، وهم: د. إبراهيم الوزان، ود.حسن بن فهد الهويمل، ود.حسن باجودة، وعبدالعالي آل يوسف، ود. عبدالله بن إدريس، ود.عبدالله أبو داهش، ود. عبدالله الغذامي، ود. محمد بن سعد بن حسين، د. محمد الشامخ، وأبو عبدالرحمن بن عقيل ود. منصور الحازمي. مشاهدات: * جموع كبيرة من الأدباء والمثقفين جاؤوا من جميع أنحاء المملكة وجمعتهم أحاديث ودية استمرت لفترة طويلة بعد الحفل. * تفاجأ الدكتور عبدالله عسيلان خلال جولته في معرض الكتاب المصاحب للمؤتمر عن وجود كتاب أصدره في عام 1402ه وقام على الفور باقتنائه بسبب عدم وجود نسخة لديه. * عند تكريم الدكتور محمد عبده يماني نزل إليه الدكتور خوجة وسلمه جائزته في مكان جلوسه. * امتعض عدد من المشاركين في المؤتمر من طريقة توزيعهم على مقر سكنهم بعد أن تم تحويلهم إلى فنادق أخرى ليتفاجأوا بأن الفنادق أيضاً ممتلئة وظل الحال على ماهو عليه حتى الساعة الرابعة فجراً.