ليلة الجمعة كان ألق المساء غير ولون السماء غير،فالرياض تزهو بالحسن والحسن غدا مزهوًا بها، وألبسها السرور أجمل حلله ، لم تزدن الرياض وحدها بعودته بل ازدان كل الوطن.. لمَ لا والعائد غير.. والفرح غير ..سلطان الخير، كانت قلوبنا في غيابه مشرعة تقاذفتها أمواج انتظارٍ وخوف وأمل ورجاء . (أمير الإنسانية، سلطان الخير ،سلطان العز)، من يسمع عن صفات أبي خالد يجد أنها أخلاق مثالية أبحرت واستقرت في كيان إنسان مؤمن،عمل بها، فمن يغرس خيرًا لا يجنى إلا خيرًا، ومن يحب الخير لغيره يؤثره على نفسه، فقد كان الإيثار على النفس ، وتحمل الصعاب من أبرز سماته وقدره الذي كرمه الله به، وصح قول الفيصل خالد فيه:- وكل(ن) عطاه الله مِن الحِملْ قدّهْ ونِصيبْ اُبوخالد هَزْعْ كِلْ ميزانْ وتضحك لها عينهْ وسِنَّهْ وخدّهْ ما كنها إلا ريشة(ن) شَالَهَا حصانْ فحين نعلم أنه كان على اطلاع بأحداث الوطن ساعة بساعة، ومن يكن الوطن هاجسه وهمه الأوحد. يكن لعودته معنى ومذاق مختلف ،عاد سالمًا معافىً بإذن الله ،ولخصت عودته أروع مشاهدالمحبة والولاء فيما بين القادة والشعب ،وتوحدت مشاعرنا وقلوبنا في حب سلطان.. عاد..وكانت عودته تغاريد فرح صدحت في وقتها الصحيح وكأنه يعلم أننا كنا أحوج مانكون إليها،قرت عينك يا وطنَّا ..عاد سلطان، و (عَزْ الله إنْ اللِّي لِفَا الدار غالي) عذب الكلام.. حين كنت أتأمل ملامح وجه أبي خالد من خلال شاشة التلفزيون ،كانت عيناه تحتضن كل الوجوه ،وقرأت في ملامح محياه فرحاً لا يمكن تفسيره أو تبريره أو حتى تصوره ..إنه الشوق إلى لقاء الحبيب وعناقه (سلطان والوطن).