مبادرة من شباب وجد في العمل المهني ضالته، قد تساهم في تحوير الصورة الذهنية للشاب السعودي العامل في مجالات كان البعض يعدها إلى وقت قريب من نوع العمل الذي يخجل صاحبه. فقد قادت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بمنطقة مكةالمكرمة برعاية محافظة جدة مبادرة لمساعدة المتضررين من سيول جدة حملت في طياتها الكثير من المعاني السامية بعد أن قدمت للوطن نماذج مشرفة لذلك الشاب الممتلئ إنسانية وحيوية وإبداعاً في العمل، وتسابق 306 مهنيين مابين كهربائي وسباك ونجار وفني تبريد وتكييف من متدربي وخريجي المؤسسة، للعمل المجاني في منازل المتضررين بكل جدّ، عملوا وفق أنظمة مؤسساتية تقوم على العمل الجاد المنظم الذي يقدم الخدمة الإنسانية بشكل نموذجي. وفي أسفل ذلك التل المطل على طريق الحرمين من جهة الشرق نصبت “بركسات” المؤسسة أوتادها في أرض عانت قبل أسبوعين من هول فاجعة السيل التي ألحقت بمواطنين بسطاء أضراراً جسيمة وكبدت بعضهم كل ما يملك من متاع الدنيا، وقد عملت فرق المؤسسة على استقبال المتضررين وتسجيل بياناتهم، ومن ثم الخروج معهم في ذات اللحظة بفريق مختص يكشف على المنازل لتحديد المواد الخام التي تحتاجها ليتم تأمينها عن طريق المؤسسة، ويجري العمل في الموقع على فترتين صباحية من السابعة صباحاً إلى الثانية عشرة منتصف النهار، ومسائية من الواحدة ظهراً إلى السابعة مساءً، وينتظم العاملون على شكل فرق كل منها مكونة من قائد وخمسة أعضاء في تخصصات مختلفة “كهرباء، سباكة، نجارة، لحام، وتبريد وتكييف”. وتم حتى صباح أمس إنجاز العمل في 35 منزلاً فيما تبقى 80 على قائمة الانتظار.