قال الحرس الثوري الإيراني انه لن يتهاون مع أي «إهانة» لزعيم الثورة الراحل «آية الله الخميني»، فيما اتهمت المعارضة الإيرانية السلطات امس بالإعداد لإجراءات «غير تقليدية» لاقتلاع الحركة الإصلاحية بعد أن قالت وسائل إعلام رسمية إن طلبة مؤيدين للمعارضة مزقوا وأحرقوا صور زعماء دينيين. ويزيد بيان الحرس الثوري الإيراني من الضغوط على المعارضة بعد أن قالت وسائل إعلام رسمية إن طلبة موالين للمعارضة مزقوا وأحرقوا صورًا للخميني وزعماء إيرانيين آخرين خلال احتجاجات مناهضة للحكومة الاثنين الماضي. ونقلت وكالة أنباء العمال شبه الرسمية عن بيان للحرس الثوري قوله “نحن أتباع الإمام الخميني.. لن نتهاون مع أي تقصير في تحديد ومحاكمة ومعاقبة من هم وراء الإهانة ومنفذيها”. كما اتهم البيان “أعداء أجانب” بالمشاركة في هذا الأمر. ولمحت بعض مواقع الإصلاحيين على الانترنت إلى احتمال إلقاء القبض على زعيم المعارضة مير حسين موسوي بعد ستة أشهر من هزيمته أمام الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد في انتخابات متنازع على نتائجها أوقعت البلاد في موجة اضطرابات. وتزايدت الدعوات خلال الاسابيع الماضية إلى محاكمة موسوي لإذكائه الاضطرابات في الشوارع بعد الانتخابات الرئاسية. وإذا احتجز موسوي الذي يقول أنصاره إن الانتخابات زورت لضمان إعادة انتخاب نجاد فإن ذلك قد يدفع المعارضة للقيام بمظاهرات جديدة. وقال بيان نشر على موقع موسوي الرسمي (كلمة) على الانترنت في إشارة إلى اتهامات السلطات للمعارضة بأنها «أهانت» الخميني خلال مظاهرات الاثنين الماضي «إنهم بتنفيذ سيناريو معد سلفًا لإهانة الخميني وإلصاق ذلك بالطلبة.. يمهدون السبيل لأساليب غير تقليدية.» ومضى البيان يقول «إننا نحث كل مؤيدي الحركة الخضراء (المعارضة) على أن يتوخوا أقصى درجات الحذر ومتابعة أحدث التطورات.» وقال موقع (تغيير) وهو موقع إصلاحي آخر «استنادًا إلى تقارير.. من المحتمل أن يلقى القبض على موسوي.» وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لأشخاص قال إنهم من أنصار المعارضة وهم يمزقون ويدهسون صورة للخميني خلال مظاهرات مناهضة للحكومة في السابع من الشهر الجاري. وشهد تجمع حاشد عم البلاد لإحياء ذكرى مقتل ثلاثة طلبة خلال عهد الشاه محمد رضا بهلوي أحداث عنف عندما اشتبك طلبة إصلاحيون مع قوات الشرطة المسلحة بالعصي والغاز المسيل للدموع في أكبر احتجاجات من نوعها منذ شهور. وأظهرت لقطات تم تصويرها بهاتف محمول ونشرت على الانترنت طلبة وهم يحرقون صورًا لأحمدي نجاد والخميني والزعيم الأعلى الحالي علي خامنئي. ونظم أمس، ولليوم الثالث على التوالي، رجال الدّين وقيادات أخرى موالية للحكومة تجمعًا حاشدًا مناصرًا للحكومة في شتى أنحاء إيران ورددوا هتافات مثل «الموت لأمريكا» و«الموت لمعارضي الزعيم الأعلى». وقال مدعي طهران عباس جعفري دولت ابادي إنه لن يكون هناك «تهاون» مع من أهانوا الخميني. وذكرت صحيفة جمهوري اسلامي اليومية أمس الاول أن موسوي أدان «إهانة» الخميني وقال «لن يجرؤ امرؤ منصف وتقي على القيام بمثل هذا التصرف.» وخلال الحملة الانتخابية هاجم موسوي السياسات الخارجية والاقتصادية لأحمدي نجاد لكنه دعا أيضًا إلى العودة لقيم الخميني «الأساسية». ونفت السلطات اتهامات التلاعب في الأصوات وصورت الاحتجاجات الهائلة التي خرجت لمناصرة موسوي بعد الانتخابات على أنها محاولة مدعومة من الغرب لتقويض “الجمهورية الإسلامية”. وكانت احتجاجات المعارضة أمس الاول أصغر كثيرًا من الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات. لكن المناخ العام بدا أكثر تشددا إذ ردد المتظاهرون هتافات ضد المؤسسة الدينية دون أن يقتصروا على انتقاد فوز أحمدي نجاد.