فقد العالم الإسلامي يوم الأحد 6/11/1430ه علماً كبيراً من أعلام الإسلام المعاصرين وأحد العلماء المبرزين في العلوم الشرعية ،وأبرز أساتذة كلية دار العلوم عالم جليل ومربٍ فاضل هو الأستاذ الدكتور/ عبداللطيف محمد العبد وكيل كلية دار العلوم لشؤون الدراسات العليا والبحوث وأستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة. عالم فذ وبحر زاخر بدأ حياته العلمية مدرسا بكلية دار العلوم،ثم أستاذاً ورئيساً لقسم الفلسفة الإسلامية،وعضواً بلجنة الفكر الإسلامي والقضايا المعاصرة بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية،اشتغل بالتدريس في كلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بأبها من عام 1979م إلى عام 1983م.تمت إعارته إلى جامعة الملك عبدالعزيز للتدريس بكلية التربية بالمدينة المنورة لمدة ست سنوات من عام 1988م إلى 1993م. قدم العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية منها: برنامج (ندوة الكتاب) بالمدينة المنورة والذي كان يذاع من نداء الإسلام، وبرنامج (منهج القرآن في بناء المجتمع)، وبرنامج (رحلة في طلب العلم)، وبرنامج (نظرات عصرية لقضايا تراثية) والتي كانت تبث من إذاعة القرآن الكريم بالقاهرة.وبرنامج (حكاية آية) بالقناة المصرية الثانية.أثرى المكتبة الإسلامية والثقافية بالعديد من المؤلفات العلمية القيمة منها: كتاب دراسات في فكر ابن تيمية، وكتاب أصول محبة الله عزوجل،وكتاب قضايا من الفكر الإسلامي الحديث،وكتاب التفكير المنطقي، وكتاب الفكر الفلسفي في الإسلام، وكتاب أصول الفكر الفلسفي عند أبي بكر الرازي، وكتاب الأخلاق في الإسلام بين النظرية والتطبيق والذي يعد هذا الكتاب القيم من المراجع الرئيسة لرجال التربية والتعليم ولطلاب العلم،وأنصح المربين بالاطلاع عليه فقد بين فيه – رحمه الله- أصول الأخلاق نظرياً من الكتاب والسنة،وإلى أي مدى يمكن تطبيقها، وإلى أي مدى طُبقّت بالفعل،مع تفسير وتحليل وتعليل للمبادئ والأصول التي تقوم عليها أخلاق الإسلام، وإبراز حكمتها السامية الرفيعة،منادياً بضرورة إعادة بناء شخصية الإنسان المسلم على أساس من القيم الأخلاقية الرفيعة، المستمدة من شريعة الله تعالى، ذكر –رحمه الله – في مقدمته قوله:» وحسبي أن هذه الدراسة قد حاولت وضع لبنة في رياض مكارم الأخلاق الإسلامية، ولمست أهم القضايا التي يراها الباحث ضرورية في خضم أحداث هذا الزمان وتغيراته وتقلباته،إرشاداً للناشئ،وتذكير للعالم. كان–رحمه الله - رمزاً عظيماً من رموز الاعتدال وسعة الأفق،وعمق التفكير، ومنبراً للقدوة الصالحة، يعد من أبرز أعلام الفكر المعاصر في العالم الإسلامي تميز بالآراء الصائبة في ما يستجد من قضايا معاصرة، فكان يجمع بين أصول العقيدة وبين متغيرات العصر ومستجداته،متخذا في ذلك مبدأ صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان، نهلت من معين علمه الغزير، وتشرفت بتدريسه لي في مرحلة الماجستير والإشراف على رسالتي فكان –رحمه الله – مثالاً للأخلاق الإسلامية العالية،والمعاملة الطيبة مع زملائه وطلابه، كان له أسلوب شيق في التدريس يضيف إليه من الطرف والقصص ما يربط به الموضوع ويرسخ به المعلومة لدى المتلقي، اتخذا من اللين والحكمة الحسنة والموعظة الرقيقة منهجا في التعامل معنا نحن طلابه، فكان يشعر الواحد منا أنه يختصه بكل حنانه الأبوي وعلمه الذي لا ينضب،وكرمه الواسع. تخرجت على يديه أجيال من علماء الوطن الإسلامي والعربي في العلوم الشرعية، وناقش أكثر من (100) رسالة في مرحلتي الماجستير والدكتوراه. يقول الإمام أحمد –رحمه الله – «ما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو للشافعي واستغفر له»،ويقول الإمام أبوحنيفة –رحمه الله –:»ما صليت منذ مات حماد بن سلمة إلا واستغفرت له مع والدي».فواجب علينا أن ندعو لهؤلاء العلماء الأجلاء، وأن نقتفي أثرهم بالخير، وأن نحفظ لهم فضلهم كيف لا والله تعالى يقول:( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات).ويقول جل وعلا (إنما يخشى الله من عباده العلماء). رحم الله أستاذي الجليل الدكتور عبداللطيف وأسكنه الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، وألهمنا بعده الصبر والسلوان ، ،وجعل ماقدمه للعلم وطلابه في ميزان حسناته،وإنا لله وإنا إليه راجعون. المشرف العام على موقع منبر التربية www.minbr.com