حمل سيل الأربعاء الحزين الطفلة زينب ذات الثلاث سنوات إلى مثواها الأخير قبل أن تستمتع بالعيد مع اقرانها الذين كانوا ينتظرونها وهي مع والديها متجهين من جدة الى جازان ، حيث اغتال السيل فرحتها واثقلت الاحزان في قلبي والديها ، مفجوعين بفقد فلذت كبديهما ، يقول أحسن عباس والد «زينب» وهو أمريكي الجنسية قررت أنا وأسرتي قضاء عيد الأضحى المبارك في مدينة جازان حيث يقيم شقيق زوجتي وكانت «زينب» و أشقاؤها سعيدين بذلك لمشاركة أبناء خالهم فرحة العيد و بهجته و أثناء سيرنا في طريق الحرمين و قبل وصولنا كوبري الجامعة ب (200 ) متر كانت هناك ارتال من السيارات متوقفة أجبرتنا على التوقف و ما هي إلا لحظات من توقفنا حتى داهمتنا السيول من الناحية الشرقية و عند محاولتي الخروج من الطريق لم أتمكن نظرا لوجود سيارات كثيرة أمامي و خلفي و عندما رأيت أن السيل يتدفق بشكل كبير خرجت من السيارة انا وزوجتي ووالدتي و أبنائي و من بينهم «زينب» و اتجهنا صوب حائط جامعة الملك عبد العزيز و كنت احمل زينب على كتفي و أثناء سيري تعثرت وكدت اسقط و كان بجوار رجل سعودي و حمل زينب عني على كتفه و سار بها امامي و عندما ابتعد عني بحوالى مترين سقط بشكل مفاجئ لتسقط زينب من على كتفه و يسحبها السيل وتمكن الرجل من النهوض بشكل سريع و لحق بها و سحبها مرة أخرى إليه و لكنه سقط مرة أخرى نتيجة قوة تدفق السيل ليسحبهما جميعا و يبعدهما عنا انا و زوجتي ننظر لهما ولا نستطيع الوصول إليهما نظرا لقوة ضرب السيل و اعاقته لنا و ابتعدت زينب عن اعيننا و نحن متمسكون بالحائط و بعد ان خف جريان السيل بحثت عن زينب في كل الاماكن التي قد يكون السيل سحبها نحو إلا أنني لم أجدها لنعود إلى البيت و الآلم يعتصر قلوبنا و الحزن يملأ صدورنا على فقد زينب التي لا نعلم ماذا حدث لها بعد ان سحبها السيل . و يضيف عباس و في اليوم التالي بحثت عنها في نفس المكان الذي سحبت فيه لعلي اجدها في إحدى الحفر أو السيارات التي كانت هناك و لكني لم اجدها لتبدأ عملية البحث المضنية و المتعبة عنها في المستشفيات و إدارة الدفاع المدني و لكن عملية البحث كانت بدون جدوى عندها اهتديت الى فكرة عمل إعلان عنها في وسائل الإعلام و اتجهت لصحيفة «المدينة» حيث اخبرني احد المحررين الصحافيين أن هناك طفلة في المستشفى الجامعي تبلغ نفس عمر زينب و هي غريقة و تحمل نفس صفات زينب عندها اتجهت للمستشفى الذي توجد فيه و بالفعل وجدتها في ثلاجة الموتى و هناك انهيت جميع إجراءات استلام جثمانها و قمت بدفنها يوم الجمعة في مقبرة الفيصلية والحمد لله على كل حال . واضاف عباس إن أكثر عقبة كانت تواجهنا أثناء عمليات البحث هي عدم وجود المعلومة الدقيقة لدى رجال الدفاع المدني أو المستشفيات عن الجثث التي وصلت لهم لذلك لماذا لا يعمل مركز استعلام لذوي المتوفين و المفقودين ليتم اخبارهم عما يريدون عن ذويهم المتوفين او المفقودين إلى جانب وضع موقع على شبكة الانترنت لنفس الهدف. و اشار عباس إلى أنه لم يستعن بالسفارة الامريكية في عمليات البحث عن طفلته زينب لأنه واثق من امكانيات و قدرات الأجهزة الأمنية في السعودية و ذكر أن السفارة قدمت له واجب العزاء و زاره القنصل الأمريكي في منزله لتقديم واجب العزاء أيضا.