لم يكن يتوقع الكثير من المتضررين اصحاب السيارات المدمرة والتي جرفها سيل "الاربعاء الحزين" ان يستغل بعض من أصحاب الاحواش التي تكدست فيها سياراتهم المحطمة وابتزازهم من أجل دفع مبالغ مالية تصل الى 1000 ريال مقابل الحصول عليها وبحالتها المزرية ، علاوة على غياب التنظيم من قبل اللجان التي تقوم بالسحب للسيارات من حيث الاعلان والافصاح عن المواقع التي يتم فيها وضع السيارات وتكبد اصحابها البحث عنها في العديد من الاحياء المختلفة بمدينة جدة ، وكذلك انتعاش سوق "المصورين" الذين يقومون بتصوير السيارات المحطمة بناء على طلب اللجنة من اصحابها جلب صور من عدة اتجاهات للسيارة اضافة الى الاستمارة او الرخصة ، والتي فقدها الكثيرون وسط مياه السيل .. ووسط هذه المفارقات والمعاناة التي وقع ضحيتها اصحاب تلك السيارات المدمرة .. "المدينة" رصدت الواقع على أرض الميدان كما هو ... مفارقات ومهاترات !! وعن المفارقات التي حدثت خلال ازمة سيول جدة تلك المشاهد الساخنة بين اصحاب السيارات والقائمين على سحبها من شوارع الاحياء المتضررة ، حيث يقول المواطن أحمد المطيري انه بحث عن سيارته منذ 3 ايام ولم يجدها في الحي الذي يسكن فيه (قويزا) وبحث عنها في طريق الحرمين ولم يجدها ، وقال انه بعد ان سمع عن سحب اصحاب الونشات للسيارات في موقع الكارثة بحث عنها في عدد من الاحواش ووجدها في الحوش المجاور للقنصلية العامة الاندونيسية ، وهناك طلب من أصحاب الحوش تسليمه سيارته فطلبوا منه مايثبت ذلك ، حيث يقول (المطيري) لم يكن عندي مايثبت ملكيتي للسيارة بعد ان ابتلعها السيل بما فيها من استمارة ورخصة وبطاقات صراف. معاناة .. !! مشيرا الى المعاناة الشديدة التي قابلها خصوصا مع اقتراب موعد العودة الى العمل والعودة الى المدارس ولا يملك سوى سيارة واحدة ولا يملك المال الكافي لاستئجار سيارة بديلة ، وقال المواطن (أحمد الجهني) انه فقد سيارته الخاصة في وبحث عنها وعندما طلب استلامها بعد ابراز الاوراق الثبوتية "المبللة" والتي حصل عليها من داخل السيارة المدمرة قالوا له ادفع مبلغ 500 ريال مقابل السحب من الموقع ، اضافة الى مبلغ اخر مقداره 200 ريال مقابل سحبها الى المنزل او الورشة ، ليصل المبلغ الاجمالي الى 800 ريال. استغلال الازمة !! واضاف الجهني انه لايملك المال ولا يملك ايضا بطاقات الصراف حتى يسحب من رصيده ، مطالبا الجهات المختصة بوضع آلية مناسبة لمنع هؤلاء الاشخاص من استغلال الازمة . اما المواطن (عبدالغني مشهور) فيقول ان اللجنة الخاصة برصد الاضرار تطلب تصوير السيارة من اربع جهات وتطلب ايضا استمارة السيارة ، وفي الواقع لانملك أي شيء من تلك الطلبات. مشيرا الى انه استعان بمصور من أحد الاستوديوهات لتصوير سيارته ، ولكن لم يجد استمارة السيارة او الرخصة او أي ورقة ثبوتية تثبت ملكيته للسيارة ، وتسأل لماذا اللجنة تضع تلك العقبات امام المتضررين الذين لا دخل لهم في هذه الكارثة واصفا الوضع الذي هو فيه والكثيرين بالمأساوي . ويقول المواطن (ابراهيم العباس) انه يملك سيارة بنظام التأجير المنتهي بالتملك وعندما حدثت كارثة جدة فقدها في السيل ولم يجدها بين ركام السيارات. شركات التأمين !! ويقول ايضا انه عندما توجه لشركة التأمين اكتشف ان تفويض قيادة السيارة منته ، مشيرا الى ان التفويض مدة صلاحيته 3 شهور فقط ، وعندما اكتشف انتهاء فترة التفويض رفضت الشركة اصلاح السيارة وطالبته بدفع قيمتها او رفع قضية ضده في الجهات المختصة . واتفق معه المواطن (صالح الغامدي) الذي قال ان استغلال اصحاب الورش التي توضع بها السيارات المدمرة يستغلون الوضع ويساومون المتضررين من تحت الطاولة واخذ رسوم مرتفعة تصل في بعض الاحيان الى 1000 ريال مقابل الحصول على ركام السيارت ، وطالب في ذات الوقت ان يتم تشكيل لجنة لمراقبة هذه الاوضاع التي تفاقم الوضع وتجعله اكثر مأساوية وألما للمتضررين ، فعلاوة على ان منازلنا مدمرة وممتلكاتنا مفقودة وبعضها سرقت لانستطيع الذهاب الى اعمالنا يوم السبت المقبل او ايصال ابنائنا الى مدارسهم .