لم يصدق الجميع ان يعود محمد الشلهوب الى مستواه الحقيقي بعد غياب طويل جزم البعض وقتها بان اللاعب انتهى في الميدان ولن يستطيع العودة الى مستواه الحقيقي، ولكن الشلهوب في هذا الموسم فاجأ الجميع وتألق مع الهلال بل وتصدر قائمة الهدافين رغم انه لاعب خط وسط الى جانب المستويات المتميزة التي قدمها مع الازرق وبات احد أفضل نجومه وحقق لقب افصل لاعب في الجولة مرتين. «المدينة» بدورها ترصد قصة النجم والذي تحدث لها عن الاسباب الحقيقية لعودته فلنتابع: عندما وطأت قدماه أرض نادي الهلال وكان يرتدي قميص المنتخب الأرجنتيني حاملاً الرقم 10 ويمثله النجم الأسطوري دييغو مارادونا ولاقاه أحد المارة في نادي الهلال وقال له «كيف حالك يامارادونا؟».. وكان رد الفتى الصغير «أنا لست مارادونا انا محمد الشلهوب».. قال ذلك «الفتى النحيل» الذي لم يتجاوز عمره في ذلك الوقت الثامنة، ودخل نادي الهلال بذلك القميص الارجنتيني في مستهل التسعينيات ومن يومها بات لقبه «مارادونا الصغير»... وإذا كان الهلاليون أشد الناس فرحًا بتخريج موهبة بحجم الشلهوب فإن النصراويين يعضون أصابع الندم على التفريط فيه، وبالفعل كان في طريقه للعب في الصفوف الصفراء ولكن لم يتقبله النصراويون لصغر عمره وضآلة جسمه فغادر حزينًا واتجه لنادي الهلال وكانت انطلاقته الحقيقية من بوابة «الزعيم». احتضنته مدرسة الهلال وكان الاداري المخضرم فهد المصيبيح بمثابة المسؤول الاول عنه وتتلمذ على يدي المدرب اليوغسلافي زوران الذي شاهد موهبته من بريق عينيه قبل أن تطأ قدماه أرض الميدان. ظل الجمهور الهلالي يترقب بشغف صعوده الى الفريق الأول وفي الوقت ذاته ارتعد الكثير من اللاعبين الاساسيين خشية على مواقعهم ولم يحتمل يومها المدرب البرازيلي لوري ساندري فاستدعاه للعب في الفريق الاول رغم أنه تبقى له عامين في درجة الشباب وذلك قبل خمسة اعوام وفي الأيام الأولى له مع الفريق الاول رحل أمير الشباب والرياضة الأمير فيصل بن فهد – رحمه الله – وكانت بدايته مع أمنيته التي تحققت مع الفريق الاول ليست بجيدة وسط تلك الظروف، وبعد أن تجاوزها بدأ الشلهوب مع عالم جديد وخرج للملأ وعلى الفور لعب أساسيًّا كما توقع الجميع، ورسم فنًا جديدًا على اللوحة الخضراء وكسب شعبية جارفة ونافس نجوم الهلال البارزين رغم أنه لم يتجاوز العشرين من عمره. في العام الأول له مع «الزعيم» حقق أربع بطولات ما بين محلية وخارجية وكانت له اليد الأولى ليوجه رسالة للجميع أن «كرة القدم لا تعتمد على البنية بل على الفكر الكروي».. ومنذ ذلك الوقت والشلهوب يحصد الذهب والالقاب مع المنتخب الأول وفريقه الهلال. أكد محمد الشلهوب ان بقاءه في دكة الاحتياط وعدم مشاركته مع الفريق الاول في الموسمين الماضيين كان احد الاسباب لهبوط مستواه وقال: «في الموسمين الماضيين لم اشارك على الاطلاق إلا في مباريات قليلة ويبدو ان هذا الامر كان سببًا في هبوط مستواي كما يقول البعض». وعن اسباب اخرى ادت الى هبوط مستواه اجاب الشلهوب بقوله: «لا اعتقد ان هذه الامور لها سبب فأنا تجاوزت كافة الظروف وانا حاليا استعدت مستواي ولله الحمد وهذا يعود بفضل تكاتف الجميع معي في النادي». واشار النجم الهلالي الى انه لا يبحث عن لقب الهداف وقال: «انا مهمتي الأولى هي صناعة اللعب وذلك بحكم لعبي في خط الوسط وواجباتي تملي عليّ ان اقوم بصناعة اللعب وأما تسجيل الاهداف فمتى ما سنحت لي الفرصة وصدقني انا لا ابحث عن لقب الهداف على الاطلاق ولكن كل ما يشغل تفكيري حاليا هو تحقيق فريقي الهلال للقب وأنا لا ابحث عن الالقاب الفردية فالاهم بالنسبة لي الالقاب الجماعية واتمنى ان نوفق في مسيرتنا في هذا الموسم». وحول رأيه في المدرب البلجيكي جريتس اجاب الشلهوب بقوله: «لست انا من يقيم المدربين وعموما هو مدرب كبير وغني عن التعريف وله صولاته وجولاته ونحن ارتحنا معه كثيرا في الهلال ونتمنى ان نحقق البطولات سويا بإذن الله». وأكد الشلهوب ان فريق الهلال في الوقت الراهن يعيش في استقرار وتكامل مشيرًا الى ان الجميع في النادي متمحس لتحقيق الكثير من بطولة في هذا الموسم مؤكدًا ان فريقه سيقدم كل ما لديه من اجل تحقيق لقب البطولة الاسيوية. وعن الاسباب الحقيقية وراء عدم مقدرة المنتخب الاول للتاهل الى مونديال العالم 2010 رد بقوله: لم يوفق المنتخب في التأهل ولكن في المواسم المقبلة سنعوض هذا الاخفاق ان شاء الله.