شهدت العاصمة الإيطالية روما منذ بضعة أيام القمة العالمية للأمن الغذائي، التي تنظمها منظمة الأغذية والزراعة العالمية ( الفاو )، بحضور عدد كبير من رؤساء وممثلي 190 دولة، وقد سبق انعقاد قمة الفاو هذه انعقاد منتدى دولي لمنظمات ومؤسسات القطاع الخاص، العاملة في حقل الأمن الزراعي في مدينة ميلانو شهده أكثر من 120 مسؤولا تنفيذيا كبيرا من مؤسسات المال والأعمال الدولية، كما شهدت العاصمة السودانية الخرطوم ملتقى عربيا للأمن الغذائي بالتنسيق مع الجامعة العربية. ورغم أن منظمة الفاو ( تأسست في كندا 16 أكتوبر 1945 )، كانت تأمل بالخروج من قمة الغذاء الدولية، بتعهد صريح من قادة العالم بإنفاق 44 مليار دولار سنويا لمساعدة الدول الفقيرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، إلا أن البيان الختامي للقمة لم يتضمن سوى التزام جماعي، بضخ المزيد من الاعتمادات المالية في التنمية الزراعية، ولم يرد فيه ذكر لاقتراح القضاء على الجوع بحلول عام 2025، خاصة في ضوء استمرار معدلات انخفاض مستوى الدخل في الدول الفقيرة والنامية. * * * ويبدو أن هناك توقعا بزيادة كمية الأراضي المزروعة في العديد من البلدان النامية، وخاصة في افريقيا جنوب الصحراء كمحصلة لعاملين، أولهما زيادة التوجه نحو شراء الأراضي أو تأجيرها، في بعض دول آسيا وافريقيا من قبل بلدان أخرى، تسعى لتأمين وضعها الغذائي، مثل الصين وكوريا الجنوبية والسعودية والإمارات ومصر، وهي أراض تقدر حتى الآن بملايين الأفدنة، أما العامل الثاني فهو ما قررته قمة الثمانية (في يونيو 2008) ، من تقديم دعم يصل الى 20 مليار دولار على مدى الثلاث سنوات القادمة، لدول افريقيا الفقيرة، من أجل إنتاج الغذاء عوضا عن الأسلوب السابق، الذي كان يمنح هذه البلدان معونات غذائية مباشرة من إنتاج الدول الثماني، لكن هذا الدعم لا يزال حتى يومنا هذا حبرا على ورق. ورغم أن أمين عام هيئة الأممالمتحدة بان كي مون، حذر الحضور بأن الجياع في العالم قد بلغوا مليار نسمة، وأن الجوع سيفتك في يوم انعقاد مؤتمرهم بأكثر من 17 ألف طفل، أي بمعدل طفل كل خمس ثوان، أو ستة ملايين في السنة، ورغم أنه نبه المؤتمر بأن مهمتهم ليست فقط إطعام الجياع، بل توفير المساعدات لهم ليستطيعوا إطعام أنفسهم، فإن توصيات المؤتمر وقراراته، ظلت تفتقر الى إجراءات عملية لمكافحة الفقر والجوع وسوء التغذية، التي تعانيها شعوب معظم الدول النامية، في افريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، باستثناء التزام المؤتمرين باتخاذ إجراءات عاجلة، بهدف القضاء على الجوع في العالم، وتقليص عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع وسوء التغذية الى النصف بحلول عام 2015.