قبل 120سنة كان السوق التجاري في الرياض عبارة عن دكاكين من الطين بجانب البيوت,تحكي هذه الاسواق البساطة والعفوية بكل معانيها,كما انها تحكي كيف كان يعاني الانسان في ذلك الوقت,قبل ان تهب عاصفة التطوير والتحديث والتغيير ليتحول تلك الصور القديمة مجرد ذكرى في اذهان الناس تسترجع زمنها ومكانها وطبائع ناسها.واشارت صور توثيقية من «دارة الملك عبدالعزيز» الى السوق التجاري الذي يظهر سوق الخرازين بجوار المسجد ,وسوق النساء تحت سور القصر,وحددت الدارة سنة التقاط الصورة في عام 1322 هجري.كما اشارت صورة اخرى التقطت عام 1362 هجري الى سوق « المقيبرة» بالرياض..الصورة كانت تعبر عن الحال في ذلك الوقت من خلال صعوبة الحياة. اسواق جراب الحاوي الصورتان تعكس ربما حال كل الأسواق في ذلك الوقت من حيث بساطتها سؤاء في المعروض او في اماكن العرض وحتى في المتسوقين. في هذه الأسواق تجد الدكاكين الصغيرة على الأطراف وفي وسطها واماكنها البارزة تجد المحرجين والمباسط المكشوفة . ويصف الأستاذ عبدالله بن جعيثن سوق المقيبرة ( بانه يشبه « جراب الحاوي « فيه كل شئ مما يحتاجه الناس من لحوم وخضار واثط وسمن بري وارز وسكر وقهوة وهيل. ويمتلئ هذا السوق من اوله الى آخره بالباعة والمشترين والبدوي والحضري والرجال والنساء وختلط الحابل بالنابل. وهناك المقصبة في شرق السوق وقيصرية الحساوية في غربها). تسوق النساء في هذه الأسوا تجد النساء فيها اما تشتري واما تبيع . بل ومما يلفت الأنظار وجود سوق للنساء يبعن فيه الحناء ومنتجاتهن من مشغولات وغيرها ، وهو ينم عن اشتغال النساء بالتجارة منذ زمن قديم ومثل هذا تجده في الغالب في الكثير من الأسواق القديمة في كافة مناطق المملكة كما يلفت نظرنا من هاتين الصورتين ان كل الباعة سعوديون ولايوجد بينهم وافدين ، في حين كانت وسيلة النقل في ذلك الوقت الدواب التي تنقل الناس الى هذه الأسواق وتنقل لهم حاجاتهم بعد ذلك . ,,قصص هذه الصور بكل بساطتها وبدائياتها فهي تؤكد المعجزة التي حدثت في بلادنا في العهد السعودي الزاهر,بعد ان تحولت الصحراء الى دولة عصرية تنافس ارقى دول العالم في جميع المجالات..