قبل سنوات اقترحت في برنامج «ياهلا بالعرفج» أن تربط الوظائف وتوطينها باحتياجات كل منطقة لاختلاف كل منطقة عن الأخرى. فمثلاً وظيفة مزارع ستجد إقبالًا كبيراً في منطقة مثل القصيم والأحساء، وفي ذات الوقت وظيفة صياد سمك قد تجد إقبالًا في جازانوجدة أكثر من بقية المناطق. وفي مجال السياحة هناك كثير من المناطق كأبها والعلا والرياض وجدة والطائف والمنطقة الشرقية، وقس على ذلك بقية التخصصات النوعية والأنشطة في المناطق. على كل حال قبل أيام صدر قرار بتوطين أنشطة منطقة الباحة ضمن برنامج التوطين المناطقي والذي يُنفذ بالشراكة مع إمارات المناطق ويهدف إلى رفع مساهمة الكوادر البشرية الوطنية في سوق العمل وإيجاد بيئة عمل لائقة وخالية من المخالفات لنظامي الإقامة والعمل ووضع المحفزات اللازمة لتشجيع القطاع الخاص في المنطقة لتوطين الوظائف وتحديد أولويات التوطين في الأنشطة والمهن بالمنطقة وإعداد الخطط وآليات التنفيذ المتعلقة بتوطين القطاعات والأنشطة، وإيجاد الآليات المناسبة لتنمية وتطوير القدرات والإمكانات العلمية والعملية للقوى العاملة لتكون جاهزة للتوطين بالتنسيق مع الجهات المعنية بالتدريب والتأهيل. حسناً ماذا بقي؟!! بقي القول: يبدو أن الوزارة عازمة على تطبيق الفكرة من خلال التعاون مع إمارات المناطق، فبعد أن تعاونت مع حائل والجوف والباحة ها هي بصدد تطبيق الفكرة في المدينةالمنورة والرياض والمنطقة الشرقية. وطالما أن الحديث في سياق التوطين، فلابد من التذكير بأن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية قد أصدرت قبل أيام قرار توطين مهن التسويق بمراحل مختلفة بنسبة 30٪ ويستهدف القرار مدير تسويق، خبير مبيعات، مصمم دعاية وإعلان، اختصاصي تسويق، والمهن الإدارية بنسبة 100٪ مثل مهن السكرتارية، مهن الترجمة، مهن أمناء المخزون، مهن إدخال البيانات. وهذه الجهود بتوطين الأنشطة والتوطين المناطقي تأتي على وتيرة بإيقاع سريع متزن وفق خارطة طريق للتوطين ومع رجال لا تكل ولا تمل، رجال لا يعرفون للراحة معنى، صامدون أمام جميع التحديات وهدفهم تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 برفع نسبة مشاركة المواطنين والمواطنات في سوق العمل.