تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله)، يختتم معرض الرياض الدولي للكتاب غدًا الأحد الموافق للعاشر من أكتوبر الجاري، فعالياته وأمسياته الثقافية والفنية والموسيقية، بواجهة الرياض، تحت شعار "وجهة جديدة.. فصل جديد"، وكان العراق فيها ضيف شرف الدورة الجديدة. وتأتي رعاية خادم الحرمين الشريفين للمعرض، انطلاقاً من إيمان القيادة الحكيمة - أيدها الله - بأهمية دعم الحراك الثقافي والحضاري في المملكة العربية السعودية، والاهتمام بالكتاب، والاحتفاء بالكاتب، وتكريم العلم والعلماء في مختلف مجالات المعرفة العصرية، الأمر الذي ضمن لهذا المحفل الثقافي النجاح، حتى بات شاهداً عربياً ودولياً، انعكس على تموضع المملكة المؤثّر على خارطة المشهد الثقافي الإقليمي والعالمي. الدورة الجديدة وصناعة النشر حرصت وزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة، على أن يكون المعرض بداية لرؤية ثقافية جديدة بامتياز انعكست على هوية النسخة الجديدة، فلم تكتف بالكتاب كمكوّن ثقافي وحيد بل دعمته بتجارب كتّابه من خلال سلسلة اللقاءات الثرية التي استضافت أبرز الكتاب العرب والعالميين، إضافة إلى الندوات والمحاضرات والورش التي استهدفت الكبار والصغار، فضلاً عن البرنامج المسرحي والموسيقي الذي رسم البهجة على محيا زوار المعرض. ونظّمت هيئة الأدب والنشر والترجمة على هامش المعرض مؤتمراً للناشرين يومي الرابع والخامس من أكتوبر الجاري، وهو أول مؤتمر من نوعه في المملكة العربية السعودية، وكان بمثابة نقطة الانطلاق نحو تطوير وتعزيز قطاع النشر على المستويين المحلي والإقليمي، وقدم فرصة مثالية لبناء وتعزيز العلاقات بين الناشرين على مختلف الصُّعد؛ المحلية والعربية والدولية، وتضمن جلسات حوارية، وورش متخصصة في مجال النشر، تناولت عملية نقل الحقوق والترجمة وفرصها. وسعت هيئة الأدب والنشر والترجمة في الدورة الجديدة، إلى تأكيد اهتمامها بدعم قنوات النشر الحديثة؛ مثل الكتاب الصوتي والرقمي، إضافةً إلى عنايتها بالجوانب الفنية والتقنية المصاحبة، وذلك في إطار التحسينات التي أحدثتها الهيئة في رؤية المعرض وتطويرها. وخلال المؤتمر أكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، الدكتور محمد حسن علوان أهمية الدور الذي تؤديه الحكومات والمنظمات المعنية في العالم العربي في تفعيل، وتمكين قطاع النشر من خلال إيجاد الحلول لضعف جاذبية الاستثمار، ومصادر التمويل والنمط الاستهلاكي السلوكي للفرد العربي. وناقش مؤتمر الناشرين تحديات صناعة النشر، واستشرف من خلالها آفاقها المستقبلية، وشدد على أن تكون معارض الكتب أدوات التأثير الكبرى بوصفها منظومة متكاملة لا متنافسة بين دول المنطقة، والمستفيد منها هم الناشرون والمستثمرون والمتلقون والقطاعات غير الربحية. تفعيل جوائز النشر وأطلقت هيئة الأدب والنشر والترجمة، جائزة معرض الرياض الدولي للكتاب 2021، في نسختها الثانية؛ والتي تستهدف دور النشر الوطنية والعربية والعالمية المشاركة في المعرض، في ثلاث فئات، وهي جائزة التميز بالنشر، وجائزة التميز بالنشر (فئة الطفل)، وجائزة النشر المتميز بالترجمة، وتمنح الجائزة لستة فائزين، دار نشر سعودية وأخرى عالمية عن كل فئة، وحددت الهيئة قيمة الجائزة ب 300 ألف ريال، تتوزع على الفائزين، وسيعلن عنهم في حفل تكريم يقام بالتزامن مع الحفل الختامي للمعرض غداً الأحد العاشر من أكتوبر الجاري. وتهدف الجائزة المصاحبة للمعرض إلى إيجاد جيل منتمٍ لهويته ومحبٍ للقراءة، من خلال تحفيز الأجيال على المشاركة والتفاعل مع المعرض واقتناء الكتب التي تثري ثقافتهم، إلى جانب تشجيع وتمكين الابتكار في مجال النشر، ومواكبة التقنيات الجديدة للوصول إلى كافة الشرائح المستهدفة لإصدارات الدور بطرق إلكترونية، وذات طابع مستدام، كما تسعى الجائزة إلى أن يكون معرض الرياض الدولي للكتاب علامة فارقة على خارطة معارض الكتاب الدولية، ووجهة محفزة وبشكل دائم لكل دور النشر. "العراق" ضيف الشرف وحلّت بلاد الرافدين وملتقى الحضارات العراق ضيف شرف على معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام، وظهر ذلك جلياً من خلال التشريف الذي حظي به المعرض من خلال ترؤس وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي لوفد بلاده، إضافة إلى الفريق الإعلامي العراقي الذي حضر لتغطية المعرض صحفياً وإذاعياً وتلفزيونياً، كما أولى البرنامج الثقافي اهتماماً برموز الثقافة العراقية وعكسها من خلال الندوات التي تناولت إرث "الجواهري" و"السياب" الشعريين، فضلاً عن الأمسيات الشعرية والموسيقية التي أحياها كبار الرموز الشعرية والموسيقية العراقية. وشهد معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام برنامجاً ثقافياً متنوعاً في فعالياته ونشاطاته التي راعت مختلف المبادرات والفئات المستهدفة بشكل متميز حيث تعد المبادرات الشبابية وفعاليات الطفل من المسارات الجديدة في النسخة الحالية، فضلاً عن الندوات والمحاضرات الثقافية والأمسيات الشعرية ولقاءات ملهمة مع عدد من الكتاب الناجحين، وأمسيات موسيقية لأسماء عربية شهيرة في مجال الطرب والموسيقى كعمر خيرت، ونصير شمة، وسعدون جابر وغيرهم.