استضاف البرنامج الثقافي بمعرض الرياض الدولي للكتاب 2021 المقام في واجهة الرياض ندوة «الارتحال نحو الأمكنة» للروائي الجزائري الدكتور واسيني الأعرج والناقدة المصرية الدكتورة نانسي إبراهيم فيما أدارت الندوة الروائية الدكتورة زينب الخضيري. أكد المشاركون في الندوة على أهمية المكان في بناء القصة والتي من خلالها يستطيع الراوي أخذ المتلقي والسفر به داخل تفاصيل البقع الجغرافية للحدث. حيث ذكر الدكتور الأعرج بأن النقد العربي لم ينتبه بشكل كبير لأهمية المكان الذي قد يتم استعراضه بشكل مختلف من كاتب إلى آخر، حتى لو كان المقصد بقعة جغرافية واحدة، وهو ما يشكل الفارق بين عمل وآخر. وقال: «اتخذت قرار شد الرحال لزيارة الأمكنة التي أريد ان أضمنها في رواياتي بهدف معرفة كافة تفاصيلها، والتعمق لمعرفة حالة الطقس والروائح التي تزخر بها تلك البقع، بهدف أن أجعل القارئ يتلبس تلك الزوايا والأركان والأدوات والمشاهد التي تعيشها شخوص القصة، مستعينا باللغة التي يجب أن تكون دقيقة في الوصف». وشدد على أن من الضروري قبل الذهاب للمكان المراد الكتابة عنه، أن يلم الكاتب بكافة المعلومات والتفاصيل المراد تناولها لدرجة أن يشعر الروائي بأنه سيد هذا المكان، وهو ما حدث معه عند كتابته لرواية «مي: ليالي ايزيس كوبيا» التي تناولت قصة الكاتبة اللبنانية مي زيادة، ورواية كتاب الأمير. وأضاف: «استغرقت 4 سنوات وأنا أقرأ عن المكان الذي سجن فيه الأمير عبدالقادر، قبل كتابة رواية «كتاب الأمير» بعدها قمت بزيارة ذلك المكان والوقوف على تفاصيله، حيث شعرت بالبرد ورائحة العفن في المكان الذي وصفه الأمير، رغم ان ذلك الموقع تمت معالجته وصبغه وترتيبه بشكل حديث» وتناول ضيفي الندوة مصطلح «الزمكان» والعلاقة الوطيدة بين البناء الزماني والمكاني والارتباط الوثيق بينهما. حيث أكدت الدكتورة نانسي إبراهيم بأن «الزمكان» ليس مصطلحا جديدا، بل تناوله النقاد منذ فترات طويلة، مشيرة إلى أنه لا يوجد حدث في أي عمل أدبي بدون زمان ومكان يساهم في توضيح البناء الدرامي للقصة، حتى لو كان الحدث في المستقبل. وعرجت في حديثها عن الشعور بحركة المكان في الرواية رغم ثباته، وذلك من خلال ما يتشكل من احداث تُبنى بين الشخصيات والحبكة الدرامية، لينشأ بعدها صراع الأزمنة والأمكنة لينتج عنها تصادم الثقافات في بعض الأحيان ومحاولة إلغاء كل منهم للآخر.