نظم الصالون الثقافي لجناح المملكة العربية السعودية بمعرض الشارقة الدولي للكتاب مساء أول أمس، بحضور الملحق الثقافي مساعد الجراح، وعدد من المثقفين والأدباء والزوار، محاضرة للروائي والكاتب واسيني الأعرج بعنوان «وقفات ابداعية في سيرة واسيني الأعرج»، قدمها مدير الشؤون الثقافية والمشرف على أنشطة الجناح السعودي د.محمد المسعودي وأدارها الناقد د.نبيل المحيش. يقول الروائي واسيني الأعرج وهو يتحدث عن حياته الإبداعية: أنا من جيل الخيارات اللغوية الضعيفة كان الخيار الأكبر هو الخيار اللغوي الفرنكفوني، انا من مواليد 54م عند دخولي المدرسة كان عمري 5 سنوات، وكان أمامي إما التعلم باللغة الفرنسية او الأمية ليس لديك خيار آخر، وكان والدي (الذي استشهد في 59) قبل استشهاده طلب من الوالدة شيئاً واحداً: أنت صغيرة يمكن أن تتزوجي ولن احزن حتى وانا في العالم الآخر، لكني أطلب شيئاً واحداً ان تعلمي الأولاد. وكان هناك صراع وهو ان تتعلم اللغة الفرنسية التي هي لغة المستعمر او تبقى أميا، الوالد عمل في فرنسا وكان نقابياً ولديه فهم جيد وأمي إنسانة عادية ولكنها حملت هذه الأمانة حتى حققتها وكان لدي جدة مرتبطة كثيرا بالتاريخ الأندلسي لأن جدي من الأندلس وهو من مسلمي الأندلس الذين طُردوا في الحملة الأخيرة، ورغم ان جدتي كانت امية ولكن كان لديها وعي كبير، وكانت تقول: إذا أردت ان تعرف تاريخك الاندلسي فعليك ان تتعلم اللغة العربية، وأدخلتنا جدتي في الكتاتيب وكانت بعيدة ودخلت المدرسة الفرنسية والكتاتيب وتعلمت العربية بحب وحتى أرضي جدتي وأحقق أمنية الجميع، ولكن عندما كبرت كانت خياراً شخصياً مهما، وأنا لدي علاقة باللغتين العربية والفرنسية وليس لدي عداوة مع أي لغة. وعن الكتابة الروائية يقول الأعرج: من الصعب على الإنسان أن يجري باتجاهين مختلفين ان تذهب نحو الرواية والنقد الأدبي، النقد هو منظومة من الأفكار الثابتة والمؤسسة، نختلف ونتفق اما الادب فهو حالة انسانية وجدانية مرتبطة بالفرد وبأعماقه. عليك ان تترك اتجاهاً واحداً وتتبنى اتجاهاً ولكن في نفس الوقت انت داخل المنظومة فهو سوف يساعدك في التفكير والابداع. وعن روايته الأخيرة «ليالي إيزيس كوبيا» التي صدرت عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية يقول: هي رواية عن حياة الكاتبة الكبيرة مي زيادة وعلاقتها بجبران ووالده وعائلتها وخذلان الأصدقاء وأهل الجلسات في المسامرات الثقافية والأدبية وكيف انها بعد عودتها الى مصر رفضت مقابلة اي شخص أمثال طه حسين والذي كانت تحترمه كثيرا وقالت له: أين كنت عندما كنت بحاجة اليك وانا في العصفورية وهي اجابة لرفض لقائه وتوفيت في عزلة ولم يمشِ في جنازتها الا ثلاثة، ثم كيف تحولت من تلك الشهرة والأضواء الى الموت والانعزال. وركز الروائي الأعرج في الرواية على مأساتها في مستشفى الامراض النفسية والعقلية ببيروت «العصفورية» بعد أن اتهمها أقاربها بالجنون ليتم الاستيلاء على ما ورثته من عائلتها، ويؤكد الأعرج أنها قصة مخطوطة ضائعة لميّ: «ليالي العصفورية» تحتوي على الكثير من الأسرار. رحلة شاقة بين مختلف الأماكن والبيوتات، المستشفيات والمصحات، المهاجر، التي مرت عبرها المخطوطة. كتبت مي في هذه المخطوطة تاريخها الشخصي، ولكن أيضا الظلم الاجتماعي الذي تعرضت له من أهلها وأصدقائها.وقد قمت برحلات متعددة الى دول واماكن كثيرة قبل كتابة الرواية.